بازگشت

كرامة لابي الحسن الرضا


في ربيع سنة 1417 ذهبت ومعي هيئة إغاثة اللاجئين العراقيين إلي الأهوار المتاخمة للحدود الإيرانية العراقية، لتفقّد شؤون العراقيين اللاجئين والهاربين بأرواحهم من جحيم صدّام، وعند عودتنا إلي قم وفي الطريق انقلبت سيارتنا وتحطّمت وخرجنا منها باُعجوبة سالمين إلاّ من بعض الرضوض وقد أصابني من جراء ذلك انزلاق في فقرات ظهري لازمت علي إثرها الفراش مدّة من الزمن ثمّ تماثلت للشفاء تدريجياً ولله الحمد، ولكن المرض لم يبارحني كلياً ويعود عليّ بين الفينة والفينة واُعالجه ويسكن الألم.

وفي سنة 1419 استفحل المرض بحيث جعلني طريح الفراش ولا أستطيع النهوض إلاّ بصعوبة، ودخلت المستشفي في طهران، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل أجمع الأخصائيون علي وجوب إجراء عملية جراحية لفقرات ظهري، ولا مناص منه، وقد امتنعت من ذلك، واتّصل بي أخي عبد الصاحب من لندن ودعاني للمعالجة فيها فأجبته إنّي لا أطلب الشفاء من لندن. وبعد اليأس اتّجهت إلي حرم الإمام الرضا (عليه السلام) قاصداً ومتوسّلا به إلي الله تعالي في شفائي، وخاطبته بلسان حالي، وقلت: إنّي من مواليكم والتابعين لكم ومن خدّامكم الذي قضي عمره يلثم أعتابكم فهل تتركونه صريع المرض ورهين الفراش؟ فإنّي لا اُريد إجراء عملية جراحية في مستشفيات إيران ولا الذهاب إلي لندن، قلت كلّ ذلك متوسّلا بكلّ جوارحي ومتشفّعاً به إلي الله سبحانه وتعالي، ثمّ رجعت إلي محلّ سكناي في دار هجرتي في قم المقدّسة وبعد اُسبوع أرشدني أحد أصدقائي العراقيين إلي رجل يعالج مرضاه بالتمرين الرياضي فقط وحصل له الشفاء بواسطته، ويسكن ضواحي طهران - منطقة (فرديس) - واسمه (محمّد فتحي) قصدته مع بعض أولادي ولمّا فحصني وشاهد الأشعة قال إن شاء الله اُعالجك وتشفي خلال ستّة أشهر دون أيّ دواء أو عملية جراحية، وفعلا راجعته عدّة مرّات خلال ثلاثة أشهر وبعد إجراء بعض التمرينات تماثلت للشفاء تدريجياً خلال السنة الاُولي بنسبة 80 %، والحمد لله وهذا من بركات الإمام الرضا واُخته السيّدة المعصومة سلام الله عليهم، وبقي آثار الشيخوخة وهذا داء لا دواء له، والحمد لله.