بازگشت

كرامة مشتركة بين الامام الرضا واخته فاطمة المعصومة


وجاء في كتاب ذكرياتي للمؤلف (2: 109):

قال المؤلّف: في صباح الأربعاء 8 صفر من سنة 1406 هـ زرت الخطيب السيّد محمّد كاظم القزويني في داره بقم، وقدّم لي بسكويتاً وحلوي وقال: كُل، إنّ لهذه الحلوي قصّة ظريفة تتّصل بكرامة من كرامات الإمام أبي الحسن الرضا واُخته الطاهرة فاطمة المعصومة (عليها السلام). ثمّ أردف قائلا: زارني اليوم شابان وطلبا منّي إجراء عقد لزواجهما، وتبلغ الشابّة عشرين سنة من العمر وقالت: اُحدّثك بقصّتي. إنّي كنت مشلولة شللا كاملا ولا أستطيع القيام ولا حتّي الزحف لقضاء حاجاتي الضرورية، وقد راجعت معظم الأطباء المتخصّصين فلم ينفعني علاجهم حتّي أظهروا عجزهم عن شفائي، وبعد اليأس من علاج الأطباء التجأت إلي حرم سيّدتي الطاهرة فاطمة بنت الإمام موسي بن جعفر المعصومة (عليهما السلام) - بقم - متوسّلةً بها ومتشفّعة إلي الله تعالي وباكية، وقد ربطت نفسي في شبّاك ضريحها الطاهر متلجئة وداخلة عليها وطالبة من الله القدير أن يمنّ عليَّ بشفائي بشفاعتها وجاهها عند الله ورسوله ممّا أنا فيه من الشلل، وفي منتصف الليل، وبينما أنا نائمة عندها ومربوطة بضريحها المطهّر، رأيتها فيما يري النائم قائلة لي أنا شفيت نصفك العلوي، وشفاء النصف الثاني عند أخي الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فقمت من النوم ولا أزال مربوطة بالشبّاك وإذا بي سالمة النصف الأعلي، وبقي النصف الثاني الأسفل لا يزال كما هو مشلول... لا تتصوّر عمق الشعور بالفرح الذي غمرني عندما لمست نصفي الأعلي سالماً معافي كأنّ الله تعالي منّ عليَّ بعمر جديد وأعادني إلي الحياة بعد الموت المحقّق.

وفي اليوم التالي حزمت أمتعتي ومعي بعض أهلي وقصدنا حرم الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخراسان ولمّا وصلت إلي الصحن نقلت إلي الحرم الشريف علي الدرّاجة المخصّصة للعجزة والمشلولين من أمثالي، وربطت نفسي بشبّاك الضريح المطهّر، وكلّي ثقة واطمئنان بشفائي وخروجي من الحرم سالمة أمشي علي رجلي، وفعلا لم يطل بي المقام حتّي خرجت من عند الإمام وحرمه المطهّر سالمة معافاة أمشي علي رجلين سالمتين صحيحتين كما يمشي الأصحاء.

وقد خطبني هذا الشاب من أهلي ليتزوّجني وليتبرّك بهذه الكرامة والمعجزة، وأنا موافقة علي الزواج منه، فأرجو أن تعقد له عليَّ... انتهت القصّة.

أقول: إنّ الله تبارك وتعالي منّ علينا بالتوحيد والإسلام، وبرسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، رحمة لنا وكفّارة لذنوبنا، وإنّ فضائلهم وكراماتهم لا تعدّ ولا تحصي، والشواهد علي ذلك كثيرة وكثيرة جدّاً لمسناها لمس اليد، وهم أرأف بنا من آبائنا واُمّهاتنا.

ولكنّنا نحن المقصّرون في أداء حقوقهم علينا، ولا نعرف قدرهم ومكانتهم وشرفهم عند الله تعالي.

اقرأ زيارة الجامعة الكبيرة المنسوبة للإمام الهادي (عليه السلام) وتمعّن في كلماتها لتلمس الحقيقة.

أسأل الله العليّ القدير بحقّهم أن لا يحرمنا عطفهم وشفاعتهم، وأن لا يفرّق بيننا وبينهم طرفة عين أبداً في الدنيا والآخرة، إنّه سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.