بازگشت

احوال السيدة فاطمة


وجاء في موسوعة المصطفي والعترة: [1] .

الولادة والوفاة:

نُقل عن كتاب (نزهة الأبرار في نسب أولاد الأئمة الأطهار) وكتاب (لواقح الأنوار في طبقات الأخيار): أنّ ولادة فاطمة بنت موسي بن جعفر (عليها السلام) في المدينة المنوّرة غرّة ذي القعدة الحرام سنة 183 هـ بعد الهجرة النبويّة، وتوفّيت في العاشر من ربيع الثاني في سنة إحدي ومائتين في بلدة قم.

وفي رواية: أنّ ولادتها كانت سنة 179 هـ. وهو الأصحّ.

والظاهر عدم دقّة تاريخ الولادة، حيث إنّ سنة 183 هـ هي سنة شهادة الإمام موسي الكاظم (عليه السلام)، وقد كان فيها رهين سجون الظالمين في بغداد.

في سبب خروجها من المدينة ووفاتها:

قال الحسن بن محمّد القمّي: أخبرني مشايخ قم عن آبائهم: أ نّه لمّا أخرج المأمون الرضا (عليه السلام) من المدينة إلي مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة اُخته تقصده في سنة 201 هـ، فلمّا وصلت إلي ساوة مرضت، فسألت: كم بينها وبين قم؟ قالوا: عشرة فراسخ، فقالت: احملوني إليها، فحملوها إلي قم، وأنزلوها في بيت موسي بن خزرج بن سعد الأشعري.

قال: وفي أصحّ الروايات أ نّه لمّا وصل خبر وصولها إلي قم، استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسي بن خزرج، فلمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرّها إلي منزله، وكانت في داره سبعة عشر يوماً، ثمّ توفّيت رضوان الله عليها، فأمر موسي بتغسيلها وتكفينها وصلّي عليها ودفنها في أرض كانت له، وهي الآن روضتها، وبني عليها سقيفة من البواري، إلي أن بنت زينب بنت محمّد بن علي الجواد (عليه السلام) عليها قبّة.

وروي الحسن بن محمّد القمّي، بإسناده عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، أ نّه لمّا توفّيت فاطمه رضوان الله عليها سنة 201 هـ وغُسّلت وكُفّنت، حملوها إلي مقبرة بابلان، ووضعوها علي سرداب حفر لها، فاختلف آل سعد في من ينزلها إلي السرداب، ثمّ اتّفقوا علي خادم لهم صالح كبير السنّ يقال له قادر، فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلمّا قربا من الجنازة نزلا وصلّيا عليها، ثمّ نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه، ثمّ خرجا ولم يكلّما أحداً وركبا وذهبا ولم يدرِ أحدٌ من هما.

وقال: المحراب الذي كانت فاطمة رضوان الله عليها تصلّي فيه موجود إلي الآن في دار موسي بن خزرج ويزوره الناس.

قال المؤلّف: ولا يزال هذا المحراب إلي يومنا هذا يؤمّه الناس للصلاة والدعاء والتبرّك، وهو الآن مسجد عامر في شارع جهار مردان بقم المقدّسة، وقد جدّدت عمارته أخيراً بشكل يناسب مقام السيّدة فاطمة المعصومة رضوان الله عليها. وقد زرت حجرتها ومحرابها عدّة مرّات.

مشهدها رضوان الله عليها:

يعدّ مشهد السيّدة فاطمة المعصومة رضوان الله عليها في مدينة قم اليوم من المشاهد المشهورة في عالمنا الإسلامي، وهو مبنيّ علي طراز إسلامي رائع، ويقصده محبّو أهل البيت (عليهم السلام) من مختلف ديار الإسلام للزيارة والتوسّل والدعاء.

وببركة السيّدة فاطمة المعصومة رضوان الله عليها تعجّ المدينة المقدّسة قم بأعداد غفيرة من طلبة العلم، يختلفون إلي عشرات المدارس الدينية وفي مراحل مختلفة من أقطار شتّي، فهي اليوم جامعة علمية دينية يتخرّج منها آلاف الطلبة كلّ عام، حتّي أصبحت مدينة قم مدينة العلم والاجتهاد.

فضل زيارتها رضوان الله عليها:

1 - روي ابن قولويه والشيخ الصدوق بالإسناد عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن زيارة فاطمة بنت موسي بن جعفر (عليه السلام)، فقال: من زارها فله الجنّة.

2 - وروي ابن قولويه بالإسناد عن العمركي، عمّن ذكره، عن ابن الرضا (عليه السلام)، قال: من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة.

3 - عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد، عن عليّ ابن موسي الرضا (عليه السلام)، قال: يا سعد، عندكم لنا قبر. قلت له: جُعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسي (عليه السلام). قال: نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة.

4 - روي الحسن بن محمّد القمّي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: إنّ لله حرماً وهو مكّة، وإنّ للرسول (صلي الله عليه وآله) حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستُدفن فيها امرأة من أولادي تسمّي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة.

المدفونات في مشهدها:

قال الحسن بن محمّد القمّي: ثمّ ماتت اُمّ محمّد بنت موسي بن محمّد بن علي الرضا (عليه السلام) فدفنوها في جنب فاطمة (عليها السلام)، ثمّ توفّيت ميمونة اُختها فدفنوها هناك أيضاً، وبنوا عليهما قبّة متّصلة بقبّة فاطمة (عليها السلام).

وفي هاتين القبّتين ستّة قبور، هي:

في القبّة الاُولي قبر السيّدة فاطمة بنت موسي بن جعفر (عليه السلام)، وقبر اُمّ محمّد بنت موسي اُخت محمّد بن موسي (عليه السلام)، وقبر اُمّ إسحاق جارية محمّد بن موسي.

وفي القبّة الثانية قبر اُمّ حبيب جارية أبي علي محمّد ابن أحمد بن موسي بن محمّد بن الرضا (عليه السلام)، وهي اُمّ، اُمّ كلثوم بنت محمّد، وقبر اُمّ القاسم بنت علي الكوكبي، وقبر ميمونة بنت موسي اُخت محمّد بن موسي (عليه السلام).

سيأتي تفصيل ذلك في المجلّد الحادي عشر من موسوعة المصطفي والعترة إن شاء الله تعالي.


پاورقي

[1] الجزء 11: 27 ـ 31.