بازگشت

السيدة سكينة بنت الامام الحسين في سطور


جدّها: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

جدّتها: السيّدة فاطمة الزهراء، بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله).

أبوها: الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام).

عمّها: الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام).

عمّاتها: العقيلة زينب، والسيّدة اُمّ كلثوم (عليهما السلام) [1] .

اُمّها: الرباب بنت امرئ القيس بن عديّ القضاعي.

إخوتها: الإمام السجّاد زين العابدين، عليّ الأكبر شهيد كربلاء، وشقيقها الطفل عبد الله الرضيع.

اُختها وشقيقتها: فاطمة بنت الحسين.

اسمها: آمنة، وقيل أمينة، أو اُميمة، اُمّها لقّبتها بسكينة لسكونها وهدوئها.

ولادتها: 42 هـ.

زوجها: عبد الله بن الإمام الحسن (عليه السلام).

وفاتها: الخميس لخمس خلون من ربيع الأوّل سنة 117 هـ = 735 م، ولها من العمر 75 سنة.

وكانت ولادتها وإقامتها ووفاتها بالمدينة المنوّرة.

السيّدة سكينة العفيفة الطاهرة، والشريفة المطهّرة، كانت سيّدة نساء عصرها، أحسنهن أخلاقاً، وأكثرهن زهداً وعبادة، ذات بيان وفصاحة، ولها السيرة الحسنة، والكرم الوافر، والعقل الراجح، تتّصف بنبل الخصال، وجميل الفعال، وطيب الشمائل، يشهد بعبادتها وتهجّدها أبوها الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله أمّا سكينة فغالبٌ عليها الاستغراق مع الله لمّا أراد الحسن بن الحسن بن عمّها يطلبها من عمّه ثمّ اختار له اُختها السيّدة فاطمة.

ولا غرو فإنّها من بيت جبلوا علي العبادة والتهجّد يختلفون عن غيرهم من الناس، ومن هذا النهج هيامهم بالعبادة واتّصالهم بالله سبحانه وتعالي، والانقطاع إليه، وهو من مستلزمات حياتهم، كما ذكرهم المؤرّخون بوصف عبادتهم، وتهجّدهم، وأدعيتهم وبكائهم وتلاوتهم لكتاب الله الحكيم، وقيامهم بالأسحار، فكلّ من ترجم لهم (عليهم السلام) أكّد هذا الاستغراق مع الخالق الجليل والمولي القدير جلّ شأنه، ولم يذكر المؤرّخون، وأهل السير والتراجم لغيرهم من الاستغراق في ذات الله ما ذكروه لهم صلوات الله عليهم.

ولكثرة تهجّدهم وخلوتهم بربّهم، وتفرّغهم لعبادته أنشأوا كنوزاً من الأدعية عجز عن مجاراتها فطاحل الاُدباء وافتخرت الطائفة بهذه الثروة الضخمة إلي اليوم، إذ لم يرد مثلها لغيرهم ولم يعرفها المسلمون لغيرهم من الصحابة والتابعين وفطاحل العلماء والاُدباء.

كلّ هذا يدلّ علي انقطاعهم إلي المولي سبحانه وتعالي والاستغراق في ملكوته، والهيام بحبّه، والتزلّف لديه.

وقد أخذ عنهم هذا الاستغراق والانقطاع أبناءهم، فما في الآباء يرثه الأبناء، وقد ورثت السيّدة سكينة هذه الخصال عن أبيها وجدّها وهذا الاستغراق، كما شهد لها أبوها السبط بذلك: «أمّا سكينة فغالبٌ عليها الاستغراق مع الله».

ولـكـنّ الأقـلام المسمومـة، والنـفـوس الخسيـسة المأجورة حوّلت هذه المكارم إلي عكسها، هروباً من العار الذي غرق فيه آل اُميّة، وآل مروان، وآل الزبير، والفواحش المعشعشة في بيوتهم وبين نسائهم، «رمتني بدائها فانسلت».

إنّ أعداء أهل البيت الذين ورثوا البغضاء من بني اُميّة، وبني مروان، الذين سخّروا بيت مال المسلمين إلي التنكيل برسول المسلمين والطعن علي آله وجعلوا من ذوي النفوس الوضيعة الحاقدة مخلب قط وأداة تخريب من المرتزقة الوضّاعين والأقلام المسمومة المأجورة كأبي هريرة، وأبي الدرداء، والمغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب وغيرهم من الذين باعوا دينهم إن كان لهم دين إلي حكام بني اُمية وبني مروان، وحاك علي منوالهم الزبيريين، أمثال عبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وابن أخيه الزبير بن بكار، والهيثم بن عدي الطائي الكوفي الكذّاب، وصالح بن حسّان، وأشعب الطامع وأضرابهم، وأصرّوا بكلّ عناد ولجاجة بتشويه معالم ومقام أهل البيت الطاهر بكلّ ما لهم من حول وقوّة وشراء الضمائر الميّتة، وحيث إنّهم لم يتمكّنوا من نسبة المفتريات والطامات إلي الذين وجبت العصمة فيهم من الأئمة الطاهرين الهداة الميامين، عمدوا إلي أولادهم وبناتهم فاختلقوا في حقّهم كلّ شائنة وموبقة تخرجهم عن الدين، لتجلب البسطاء من الناس للانضواء إليهم وإلي سلفهم، بكلّ وسائل الإرهاب والإرعاب والطمع بأموال القائمين علي اُمور زمانهم، وجاء من بعدهم وسار علي خطاهم كالمدائني والخليع المستهتر صاحب الأغاني أبو الفرج الاصفهاني الاُموي النسب والعقيده بالضرب علي طبولهم، وإشاعة التهم والبهت والفحشاء علي أعراض آل رسول الله (صلي الله عليه وآله). فأكثر من الافتراء علي أهل هذا البيت الطاهر، وشحنت مجامع الكذب بمروياته بحيث سادت البسطاء ومن لا تثبّت له في النقل والتحقيق.

وقد يحصل هناك من يحسب أنّ سعة العلم في الإكثار من الروايات الضعيفة من غير تثبّت في النقل وصحّة المصدر، فاختلط الحابل بالنابل، والصحيح بالسقيم، وديف السمّ في العسل، ثمّ جاء من بعدهم الكتّاب والمؤرّخون، لينقلوا ما كتبه سلفهم دون أيّ تحقيق أو تمحيص يردّدون ذلك كالببغاوات، ممّا زاد في الطين بلّ.

غير أنّ الاستضاءة بنور العلم الصحيح، وتمحيص الحقائق كشف عن زيف وعوار تلك الأحاديث، المملوءة بالبهت والكذب والدس، وقد وضعوا هؤلاء الرجال علي المحكّ وكشفوا كذبهم ولم يجعلوا لأحاديثهم قيمة في سوق الاعتبار فسدّوا معرّة اُولئك الكذّابين الدسّاسين وإخراجهم عن صفوف من يعتمد عليهم وعلي مرويّاتهم.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يعلم بما يحدث بعده من دسائس الدجّالين فحذّر اُمّته منهم ومن مفترياتهم فقال (صلي الله عليه وآله): ستكثر عليّ القالة من بعدي، فمن كذّب عليّ فليتبوّأ مقعده من النار [2] .

وهناك أدلّة وبراهين تثبت طهارة أهل البيت (عليهم السلام)لا سيّما السيّدة الزكيّة سكينة ابنة الإمام الحسين (عليه السلام)فراجع كتاب (السيّدة سكينة) للسيّد عبد الرزّاق المقرّم، وكتاب (سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)) للاُستاذ علي الدخيّل، ط بيروت، وكتاب (أعلام النساء المؤمنات) للاُستاذ محمّد الحسّون، وغيرها من المصادر المعتبرة، ليتّضح لك واقع الأمر والحقيقة.


پاورقي

[1] هؤلاء إخوة أبيها من السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولها أعمام وعمّات من غير جدّتها فاطمة الزهراء (عليها السلام).

[2] احتجاج الطبرسي: 247، في احتجاج الإمام الجواد.