بازگشت

زهدها و عبادتها


الزهد في الشيء خلاف الرغبة فيه، وزهد الإنسان في الشيء أي: تركه، فهو زاهد.

قال الصدوق (رحمهم الله) في معاني الأخبار:

الزاهد مَن يحبّ ما يحبّ خالقه، ويبغض ما يبغضه خالقه، ويتحرّج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلي حرامها.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): إزهد في الدنيا يحبّك الله، وازهد فيما بأيدي الناس يحبّك الناس.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): إذا أراد الله بعبد خيراً زهّده في الدنيا، وفقّهه في الدين، وبصّره عيوبها، ومَن اُوتيهن فقد اُوتي خير الدنيا والآخرة.

أمّا زينب (عليها السلام) فقد كانت في بيت زوجها عبد الله ابن جعفر الجواد، وهو مَن علمت في ثروته ويساره، وكثرة أمواله وخدمه وحشمه يوم ذاك، وكانت تخدمها العبيد والإماء والأحرار، ويطوف حول بيتها الهلاّك من ذوي الحوائج وطالبي الاستجداء، وكان بيتها الرفيع وحرمها المنيع لا يضاهيه في العزّ والشرف وبُعد الصيت إلاّ بيوت الخلفاء والملوك.

فتركَتْ ذلك كلّه لوجه الله، وانقطعت عن علائق الدنيا بأسرها في سبيل الله، وأعرضت عن زهرة الحياة من المال والبيت والزوج والولد والخَدَم والحشم، وصحبت أخاها الحسين (عليه السلام) ناصرةً لدين الله، وباذلة للنفس والنفيس لإمامها ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، مع علمها بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب، كما سمعته في حديث اُمّ أيمن، مؤثّرةً الآخرة علي الدنيا، والآخرة خير وأبقي.

ومن زهدها: ما روي عن السجّاد (عليه السلام) من أ نّها صلوات الله عليها ما ادّخرت شيئاً من يومها لغدها أبداً.