بازگشت

المقدمة


عقيلة بني هاشم، وصريخة عبد المطّلب، وحفيدة الرسول الأعظم، ابنة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وابنة فاطمة الزهراء البتول صلوات الله عليهم أجمعين، زينب الكبري غنيّة عن التعريف، كالشمس في رابعة النهار.



وإذا استطال الشيء قام بنفسه

وصفات ضوء الشمس يذهب باطلا



إنّ من أعظم القربات إلي الله سبحانه وتعالي، هو تعظيم شعائر من أمر الله عباده بمودّتهم، والامتثال لأوامرهم ونواهيهم، وموالاتهم وموالاة أوليائهم،

ومعاداة أعدائهم، والانحياز إلي حوزتهم، وهم الرسول الكريم وأهل بيته الغرّ الميامين، صلوات الله عليهم أجمعين.

وإنّ خير ما يعظَّم به السادة الكرام، هو تعظيم شعائرهم وبثّ مناقبهم، ونشر فضائلهم، وقد صنّف الأفذاذ من العلماء الأعلام، ونَقَلَة الأخبار، في كلّ قرن من القرون السالفة منذ الصدر الأوّل للإسلام إلي يومنا هذا، من الموسوعات والأسفار المطوّلة، والتواريخ المتواترة عن حسن سيرتهم وجميل صفاتهم وتراجم أحوالهم، صلوات الله عليهم.

ولمّا أردت ترجمة حياة السيّدة زينب الكبري بطلة كربلاء بصورة موجزة ضمن سلسلة السيرة، وإظهار مناقبها ومزاياها الشريفة التي خصّها الله تعالي بها، وجدت نفسي اُصارع أمواجاً متلاطمة، في بحر عظمتها، أخبط خبط عشواء كالغريق الذي يستنجد بالقشّة لتخلّصه، كما وجدت نفسي أمام عدّة أبواب شارعة كلّ واحد منها يؤدّي إلي طريق مستقيم قائم بذاته، فتحيّرت من أيّ الأبواب أدخل وفي أيّ الشوارع ألج لأنتهي إلي مقصدي، لأنّ شعاع عظمتها يبهر العقول ويغشي الأبصار، فتمسّكت بحبل الولاء وسرت علي هداهم، ومنه سبحانه وتعالي أستمدّ العون والتسديد. عسي أن يقبل منّي هذا اليسير من الإخلاص الصادق والجهد المتواضع، فإنّهم أكرم من لاذ بهم الهاربون، وهو نعم المولي ونعم النصير.

العبد المنيب

حسين الشاكري

دار الهجرة - قم المقدّسة

الفاتح لشهر الصيام 1421 هـ