هاتف الحتمية
المنطقة الآن تدعي (الخزيمية) أقام فيها الركب بمختلف الرجا و أنواعهم «يوما وليلة» للاستراحة.. و في هذا المكان سمعت الحوراء الطاهرة «زينب
بنت علي عليهماالسلام» قولا دفعها لاخبار أخيها القائد. فقد سمعت صوتا أوجل قلبها فالتاعت منه بحزن شديد و أسي، و لم يكن الصوت صادرا عن شخص معين، و لا كان قول انسان مميز، انه هاتف سمعته من أعماق الفضاء.. قالت لشقيقها الحسين: «اني سمعت هاتفا يقول:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد
فمن يبكي علي الشهداء بعدي
علي قوم تسوقهم المنايا
بمقدار الي انجاز وعدي! [1] .
فهذا ايحاء للنهاية المفجعة.. لذا أكد لها أخوها العظيم بأنها الحتميات الرسالية: «يا أختاه، كل الذي قضي الله فهو كائن.» فلا مرد لما أراد، و وعد الله مما لا محنص عن انجازه. و أوامره تأخذ مجراها حتي و لو دنت المنايا و ساقت الركب. و هكذا فموقف (الخزيمية) هو الآخر قد خيب النفعي، ليعطي الآمال غيره ممن هدي الله...
پاورقي
[1] الفتوح لابن أعثم ج 5 ص 122 و بحارالأنوار ج 44 ص 372.