بازگشت

موقف الامام منهم


هذه لمحة هنا و تري المزيد في التحليل بشأن أحاديث التنبؤات في كتابنا حكمة رأي الحسين.. لم تكن الحركة رغبة شخصية لقائدها، أو مجرد انفعالات نفسية حتي يحتمل تأثير العواطف لتغيير الاتجاه الي نحو ما، أو هدف ما، ليس هناك أحد يحتمل ذلك سواء من المشفقين أو المعارضين بل لا يمكن لأحد أن يلوي الركب ويثني قائده. أما موقف الامام مما طرحه الذين أشفقوا فما كان متسما بالردود المطولة و الحوار، أو الكلام المسهب، الذي يوضح الواقع و يكشف الكثير مما أغفه الكثير، بل اتسم موقفه بكلمات موجزة رد بها علي البعض منهم، و أهمل رسالة البعض الآخر، ثم بسط القول أحيانا فقال ان جده الرسول (ص) أمره، و قد جاءه في الرؤيا فاستنفره و قال: «شاء الله أن يراك قتيلا» و قال تارة لمن رجح له، البقاء في مكة:

«ان أبي حدثني أن بها - أي بمكة - كبشأ يستحل حرمتها. فما أحب أن أكون ذلك الكبش» بمعني أن مكة لم تعد آمنة كما أراد الله، ثم انه لايسلم من الكفر أينما ذهب و استقر و قد أجاب بعض المقترحين بقوله: «أنظر فيما قلت» أو كان يقول: «أتخير الله في ذلك» و تارة يجبيب من يجد ابقاء العائلة المشرفة: «قد شاء الله أن يراهن سبايا» و تارة يؤكد لا بدية و حتمية الاصطدام مع العدو الأرعن كما أكد لأم سلمة، بل كرر ذلك في جملة كلام له: «.. والله ليعتدون


علي كما اعتدت اليهود في السبت [1] أي كما اعتدت اليهود علي أحكام الله و حدوده التي جعلها عليهم في يوم سبتهم.

انها أجوبة توحي بجهاد حتمي مؤكد بحيث لو افترضنا جدلا أن الامام لم يتحرك، فان الأموية تعتدي عيه بغية قتله، بناءا علي كونه المجسد للاسلام و الممثل الشخصي للرسول (ص) فيستحيل سكوته مع وجوده حيا، بلا حركة حيوية و جهاد رسالي لضرب الأموية، و الأمويون لايثقون بأنه يقعد صامتا عن واجب صميمي - يتقدير أنه يقعد -.

و عليه فالفائد الأمين هذا، يفضل منطلقاته الرسالية علي النزعة العاطفية و آراء المشفقين اذ ليس ثمة مجال للاشفاق في ميادين صرامة الحق، و الاغلاظ علي المنحرفين من أهل البغي و الباطل، فلا مكان للعاطفة في صفحات جبروت الجهاد علي المسؤول، كما و أن المشفق أو العاطفي لا رقم له في تسلسل قائمة عمال اعلاء كلمةالله تبارك و تعالي..

هذا، و الامام وثيق الصلة بالسماء، لايتعامل الا معها ولايتفاعل الا مع مبادي ء دين السماء و فكر جده سيدالمرسلين.


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ لابن الاثير ج 3 ص 276.