بازگشت

من هم المشفقون و خلاصة ارائهم


من حيث تعيينهم. فهم: محمدبن الحنفية، الذي قدم من المدينة الي مكة قبل الرحيل بقليل. و كذلك حبر الأمة عبدالله بن عباس و عبدالله بن جعفر الطيار - في محاولة تأخرت الي ما بعد الخروج بمدة قصيرة - و منهم أم المؤمنين السيدة أم سلمة. و المسور بن مخرمة في رسالته، و لم ننقلها خوف الاطالة، و عبدالله بن جعدة في رسالة بيد ولده، و أبوبكر المخزومي و جابر بن عبدالله الانصاري و قد سجلت كتب التاريخ ما جاء عنهم. تسجيلات متناثرة غير مجتمعة و قد ذكر الطبري و ابن الأثير شيئا عمن اسميناهم بالمشفقين و بجماعة المعارضين [1] بيد أن التاريخ الجامع لكليهما هو كتاب فضيلة الشيخ القرشي [2] .

علي أننا لم نتابع الشيخ الفاضل في عد من عدهم مشفقين، كعمرو بن سعيد الأشدق و ان صح ما رواه الشيخ عنه - ذلك لأن له من المواقف المتعددة ما ينفي عنه صفة الاشفاق، ثم ينفي كونه مؤمنا بجهاد الامام الذي امتاز به الباقون. و كعبد الله بن الزبير الذي نعتبره غير مشفق، و لا معارض بنفس الوقت، لما سنذكره في صفحات تالية في الفصل الرابع من هذا الباب.

أما خلاصة آرائهم: فهي اجماعهم علي ضرب الوجود الأموي، و مكافحته بجهاد لابد منه، لكن دون أن يكون بواسطة العراقيين، الكوفيين، فمنهم من اقترح أخذ البيعة بمكة. و الذهاب لليمن، و مراسلة الأمصار و دعوة شعوبها. و منهم من اكتفي بأن لايتجه الركب الي العراق و بكلمة نقول عنهم:


انهم مع الامام في رفض البيعة و الجهاد، ولكنهم يختلفون باختيار العراق كقاعدة للثورة [3] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري، ج 4 ص 289، 286 - و تاريخ ابن الأثير ج 3 ص 276 - 275.

[2] حياة الامام الحسين ج 3 ص 33 - 23.

[3] مزيدا من الدراسة التحليلية، لرأي الامام سلام الله عليه في کل اتخذه، لاسيما اختيارة للعراق و للکوفيين کجند تجده في کتابنا: حکمة رأي الحسين.