بازگشت

مختصر تاريخي ثان


و هنا نذكر بشكل عابر قضية تاريخية كبيرة، فنختصر قائلين: ان خبر التحرك الحسيني، شاع فشمل شعوبا اسلامية كثيرة، فتحرك عصبة الشيعة المخلصين في الكوفة فراسلوا الامام، كما راسله جمهور الكوفة عموما، و هم ليسوا علي متانة في الايمان و لاقوة في الجنان... فلم يستمع الحسين الي ندائهم، فضاع نداء مخلصي الكوفة بفعل كثرة متهوسي المدينة نفسها.

و كرروا الرسائل باسم جماهير الكوفة، فلم يجيب الامام لما طلبوا و سكت مليا.. ثم عززوا الطلبات و أصروا، و كرروا الكتب، فلم يحصلوا علي شي ء لكنهم ظلوا يكتبون، و رسلهم تتري، و شددواالعهود و أكدوا المواثيق والوعود.. حينذاك، رأي الامام أن لايجيبهم الا بعد اختيار و استطلاع، فانتدب من يمثل شخصه الشريف، و رشح البطل الهاشمي الجليل مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فبعثه الي الكوفة.. و قد درسنا و حللنا الفترة التاريخية للبعثة مفصلة.. [1] .

.. و أرسل المبعوث الحسيني - بعد مدة - كتابا للامام يخبره به عن استعداد الكوفة لمناصرة الثورة... فأزمع علي مغادرة مكة بعد الانتهاء من أداء فريضة الحج..


پاورقي

[1] قد بحثنا ذلک بکتاب (مبعوث الحسين) فراجع.