بازگشت

اسرة الامام الحسين


كانت سيرة الامام الحسين في أهله مثالا كريما، و أسوة حسنة، فقد كان الأب الشفوق لبنيه، و الزوج الحنون لنسائه. و هو الراعي الأمين لهؤلاء و أولئك، و كانت الرباب بنت قيس الكلبية أولي زوجات الامام الحسين، و هي أم ولده عبدالله الذي يكني به، و قد استشهد معه في كربلاء، كما كانت أم ابنته سكينة، و كان سيدنا الامام الحسين يحبها و يجلها، و قد حضرت مذبحة كربلاء و رأت استشهاد الامام و ابنها عبدالله، و سيقت مع نساء آل البيت حواسر، ثم حضرت مجلس الطغاة في الكوفة و دمشق، مع ابنتها السيدة سكينة رضي الله عنها، هذا و قد أقسمت الرباب ألا تستظل بسقف بعد مقتل الامام و أقامت سنة علي قبره، ثم انصرفت و هي تقول:



الي الحلول ثم السلام عليكما

و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر



و قد أوفت الرباب بعهدها و حفظت للامام الحسين حرمته، فأبت أن تعطي مقادها لأحد غيره، و قد خطبها يزيد بن معاوية و الأشراف من قريش فقالت «ما كنت لا تخذ حما بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم، و الله لا يؤويني و رجلا، بعد الحسين، سقف أبدا»، و بقيت الرباب بعد الامام عاما ثم ماتت، بعد أن تساقطت نفسها غمدا و كمدا، و تقطعت حسرات، و تصدعت زفرات علي شهيد كربلاء، عليه السلام.

و هناك زوج الامام السيدة ليلي بنت أبي مروة الثقفية، و هي أم ابنة علي الأكبر الذي استشهد معه في كربلاء، ثم هناك زوجه السيدة أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، و كانت زوجا لأخيه الحسن، فلما أشرف علي الوفاة أوصاه أن يتزوجها و أن لا تخرج من البيت النبوي الشريف، فتزوجها الامام الحسين و أنجب منها السيدة فاطمة، رضي الله عنها، و قد حضرت كربلاء مع أبيها الامام، و بعد استشهاده سيقت مع بقية الطاهرات من آل بيت النبي صلي الله عليه و سلم الي


الكوفة ثم الي دمشق ثم الي المدينة، ثم سافرت مع عمتها السيدة زينب الي مصر، و مع أختها السيدة سكينة في غرة شعبان 61 ه، و قد تزوجت من ابن عمها الحسن المثني، و قيل انه كان تقدم لخطبة السيدة سكينة، و لكن الامام الحسين قال له: اخترت لك فاطمة: فهي أكثر ابتني شبها بأمي فاطمة، أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله و لا تصلح لرجل، و مسجدها المشهور بمسجد السيدة فاطمة النبوية يوجد بمنطقة سوق السلاح بالقرب من القلعة بمدينة القاهرة، و هو بناء ضخم بناه الأمير عبدالرحمن كتخذا، منشي ء معظم مساجد آل البيت بمصر، و يؤمه الناس من جميع أنحاء البلاد يصلون فيه و يزورون و يتبركون بمقام السيدة فاطمة النبوية بنت الامام الحسين، سلام الله عليهما و علي آل البيت الطاهرين أجمعين.

و هناك زوجه السيدة «شهربانو» بنت كسري الثالث ملك الفرس، و شهرتها «جيهان شاة» أي «ملكة العالم»، و كانت تلقب كذلك «سلافة»، و قد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تزوجها الامام الحسين «يا أبا عبدالله لتلدن لك خير أهل الأرض»، فولدت له الامام زين العابدين، و قد أكرم الله هذه السيدة سليلة ملوك الفرس، فكان من نسلها جميع ذرية النبي صلي الله عليه و سلم من جهة الامام الحسين، ذلك لأن سبحانه و تعالي حفظ نسل النبوة بالامام زين العابدين، جد كل منتسب الي الامام الحسين، عليهماالسلام. و أما أولاد الامام الحسين، فستة من الذكور هم: عبدالله و علي الأكبر و جعفر و علي زين العابدين و محمد و علي الأصغر، و أما بناته فثلاث هن: زنيب و سكينة و فاطمة، و لم يبق أحد من أبنائه بعد معركة كربلاء سوي الامام علي زين العابدين، عليه السلام.