بازگشت

الرأس الشريف في الرقة


اعتمد هذا الرأي علي رواية لسبط بن الجوزي من بين الروايات التي تعرضت لمكان الرأس الشريف، فذهب الي أن هناك رواية تذهب الي أن بمسجد الرقة علي الفرات، ذلك أن الرأس الشريف لما جي ء به الي يزيد بن معاوية قال «لأبعثنه الي آل أبي معيط عن رأس عثمان»، و كانوا بالرقة، فدفنوه في بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار في المسجد الجامع، و هو الي جانب سوره هناك، غير أن هذا الرأي الذي انفرد به ابن الجوزي، انما يناقضه أن الرقة التي فتحها المسلمون عام 18 ه، لم يثبت أن أحدا - علي مدي العصر الأموي كله - من خلفاء بني أمية، بني بها مسجدا جامعا، كما ذكر سبط الجوزي، و أن هذا المسجد قد أقيم علي الدار التي دفن بها الرأس الشريف، و كل ما ثبت، كما أورد المقدسي في البدء و التأريخ، و ياقوت الحموي في معجمه، أن هشام بن عبدالله الملك بني بها قصرين، علي مبعدة فرسخ من المدينة، و في عام 155 ه، أسس الخليفة العباسي المنصور مدينة جديدة الي الغرب من المدينة القديمة سماها «الرفيقة» و في شمالها بني المنصور الجامع، و لم يذكر أحدا أبدا أنه أقيم علي أنقاض دار قديمة أو أن به تصميما لمدفن ما، علي أن المدينة القديمة سرعان ما خربت، و أخذت المدينة الجديدة مكانها كعاصمة للبلاد.