بازگشت

الرأس الشريف في كربلاء


تؤكد طائفة الشيعة الامامية و بعض أهل السنة أن الرأس مدفون مع الجسد الشريف في كربلاء، حيث أعيد الرأس الي الجسد بعد أربعين يوما من استشهاد الامام، معتمدين في ذلك علي عدة روايات، منها ما قاله ابن طاوس في كتاب «الملهوف علي قتلي الطفوف» من أن رأس الحسين عليه السلام، مدفون في كربلاء مع جسده الشريف، و منها ما ذهب اليه سبط بن الجوزي في كتاب «تذكرة خواص الأمة» قولا، من بين الأقوال التي ذكرها، يذهب الي أن الرأس الشريف رد الي المدينة مع السبايا، ثم رد الي كربلاء، و هذه الأقوال، و ان لم يكن هناك ما يمنعها عقلا، فليس هناك من دليل تاريخي علي صحتها، هذا الي أن الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر تذهب في «مخلفات الرسول في المسجد الحسيني» الي أن قول غالبية الشيعة الاثني عشرية بأن الرأس مدفون مع الجسد في كربلاء، انما هو قول لا تؤيده مراجعة الحوادث، فمن المستبعد عقلا أن يعيد يزيد الرأس الي كربلاء حتي لا يزيد الناس اشتعالا، و هو يعلم بأنها لا تزال مركزا لشيعة الامام الحسين و المؤيدين لمذهبه، هذا بالاضافة الي ما جاء في أحداث سنة 236 ه من أن الخليفة المتوكل أمر «الذيريج» بالمسير الي قبر الحسين و هدمه، فتناول الذيريج مسحاه و هدم أعالي القبر الشريف، و انتهي هو و من معه الي الحفرة موضع اللحد فلم يروا فيه أثر رمة و لا غيرها، و بعيد أن نتصور أن الرأس الشريف قد بلي في ذلك الوقت المبكر، لأن أرض كربلاء رملية تحتفظ بالعظام لآلاف السنين.