بازگشت

بنوة الحسين للنبي


شرف رسول الله صلي الله عليه و سلم حفيده الحسين، كما شرف أخاه الحسن، بأن نسبهما اليه بالنبوة، و ان كانا من صلب الامام علي، كرم الله وجهه في الجنة، فلقد روي عن النبي صلي الله عليه و سلم أنه قال: «ان الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، و جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب»، و لهذا فقد كان النبي صلي الله عليه و سلم يقول عن الحسن و الحسين انهما ابناي، روي الترمذي بسنده عن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي صلي الله عليه و سلم في بعض الحاجة، فخرج النبي صلي الله عليه و سلم و هو مشتمل علي شي ء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي، قلت ما هذا الذي أنت مشتمل عليه، قال فشكفه فاذا هو حسن و حسين، عليهماالسلام، علي وركيه، فقال: «هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهم اني أحبهما و أحب من يحبهما»، و أخرج ابن عساكر و الحاكم في المستدرك، علي شرط البخاري و مسلم، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «الحسن و الحسين ابناي، من أحبهما أحبني، و من أحبني أحبه الله، و من أحبه الله أدخله الجنة، و من أبغضهما أبغضني، و من أبغضني أبغضه الله، و من أبغضه الله أدخله النار»، و أخرج الامام أحمد و الترمذي بسنده عن أنس بن مالك، قال سئل رسول الله صلي الله عليه و سلم أي أهل بيتك أحب


اليك، قال: الحسن و الحسين، و كان يقول لفاطمة: «أدعي ابني فيشمهما و يضمهما اليه»، و من أجل هذا فقد كان يقال لكل من السبطين الحسن و الحسين: يا ابن المصطفي.

هذا و كان الحسن و الحسين يعتزان بأبوة النبي صلي الله عليه و سلم لهما، و يهتفان به، فيقول كل منهما للنبي صلي الله عليه و سلم «يا أبت»، فاذا هتف الحسن بأبيه علي قال «يا أبا الحسين»، و اذا هتف الحسين بأبيه قال «يا أبا الحسن» فلما انتقل جدهما صلي الله عليه و سلم الي الرفيق الأعلي كانا يقولان لأبيهما الامام علي «يا أبت» و لعل مما تجدر الاشارة اليه أن النبوة التي شرف بها سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم الحسن و الحسين في قوله «انهما ابناي» و «أدعي ابني» أيدها القرآن الكريم في آية المباهلة (آل عمران آية 61) عندما خرج الرسول صلي الله عليه و سلم لمباهلة نصاري نجران فأخذ معه الحسن و الحسين و علي و فاطمة، دون غيرهم من الناس، و قال ان أنا دعوت فأمنوا، غير أن وفد النصاري تراجعوا و قالوا: «هذه وجوه لو أقسمت علي الله أن يزيل الجبال لأزالها» ثم صالحوا النبي صلي الله عليه و سلم علي الجزية خشية أن يصيبهم عذاب الله.