بازگشت

مولد الامام الحسين


تتفق المصادر، أو تكاد، علي أن الامام الحسين، عليه السلام، انما ولد في الخامس من شعبان سنة أربع من الهجرة (يناير 626 م) في المدينة المنورة، يقول ابن حجر في الاصابة لم يكن بين الحمل به و بين ولادة الحسن رضي الله عنه سوي طهر واحد، و قد روي عن أسماء بنت عميس: بعد حول من ولادة الحسن ولدت السيدة الزهراء الحسين، قالت: فجاءني النبي صلي الله عليه و سلم فقال: يا أسماء هاتي ابني فرفعته اليه صلي الله عليه و سلم في خرقة بيضاء فاستبشر به و أذن في أذنه اليمني، و أقام في اليسري، ثم وضعه في حجره و بكي، قالت أسماء فقلت: فداك أبي و أمي مم بكاؤك، قال: علي ابني هذا، قلت انه ولد الساعة، قال يا أسماء: تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي، ثم قال يا أسماء: «لا تخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته»، و أخرج أبوداود و الترمذي عن أبي رافع مولي النبي صلي الله عليه و سلم قال: رأيت النبي أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة كما يؤذن للصلاة.

هذا و تذهب بعض المصادر الي أن مولانا و سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم قد أخبر بولادة الحسين قبل أن يولد، و سماه الحسين فور ولادته، فلقد روي أبونعيم في حلية الأولياء عن سودة بنت سرج أنها كانت ممن حضر ولادة البتول بالحسن، و أن النبي صلي الله عليه و سلم بعد أن لفه في خرقة بيضاء و تفل في فيه و أرضعه بريقه، قال: ادعي لي


عليا فدعوته فقال: «ما سميته يا علي، فقال سميته جعفرا، قال لا، و لكنه حسن، و بعده حسين و أنت يا علي أبوالحسن و الحسين»، و أخرج الامام أحمد و الهيثمي و أبو يعلي و البزار و الطبراني عن محمد بن علي عن علي قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر، قال فدعاني رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال: «اني أمرت أن أغير اسم هذين، فقلت الله و رسوله أعلم، فسماهما حسنا و حسينا»، و في رواية للطبراني و الامام أحمد و ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن حبان و الحاكم و الدولابي أنه صلي الله عليه و سلم سمي الأول حسنا، فلما ولد الثاني سماه حسينا، فلما ولد الثالث سماه محسنان، و قال: «اني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر و شبير و مشبر».

و أخرج الطيالسي في مسنده و الامام أحمد في مسنده و ابن عبد البر في الاستيعاب، و الهيثمي و البزار و الطبراني، عن هاني ء بن هاني ء عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال أروني ابني ما سميتموه، قال قلت حربا، قال بل هو حسن، فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال أروني ابني ما سميتموه، قال قلت حربا، قال بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حربا، فجاء النبي صلي الله عليه و سلم فقال أروني ابني ما سميتموه، قال قلت حربا، قال بل هو محسن، ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: «شبر و شبير و مشبر»، و يتشكك بغض الباحثين في هذه الرواية لأن العداء بين الهاشميين و آل حرب الأمويين غير خفي، فما هو المحبذ لآل بيت النبي صلي الله عليه و سلم بتسمية أبنائهم باسم حرب الذي ينتمي اليه الأمويون، ثم ان اعراض النبي صلي الله عليه و سلم عن اسم حرب حين ولادة الامام الحسن كاف في اعراض آل البيت عن تسمية الحسين بهذا الاسم، غير أن هناك من يعلل ذلك بأن الامام عليا انما كان يختار من الأسماء ما يتفق مع شجاعته و اقدامه و بلائه في الحروب، و جهاده في سبيل الله، و أملا في أن يكون ابنه فارس ميدان و بطل جهاد و لكن الرسول صلي الله عليه و سلم اشتق اسميهما من الحسن و الكمال، و ليس هناك بعد اختيار رسول الله صلي الله عليه و سلم خيار، فالحسن أكمل الكمالات، و أشمل لكل عمل مجيد، حربا أو سلما، و علي أي حال، فلقد روي السيوطي في تاريخ الخلفاء: أخرج ابن سعد «الحسن و الحسين اسمان من أسماء الجنة، ما سمت العرب بهما في


الجاهلية»، و جاء كذلك «أن الله حجب اسم الحسن و الحسين حتي سمي بهما النبي صلي الله عليه و سلم ابنيه».

هذا و قد روي أن رسول الله صلي الله عليه و سلم فعل مع الحسين، ما فعله من قبل مع الحسن، فلقد حنكه صلي الله عليه و سلم بريقه، و أذن في أذنه، و تفل في فمه، و دعا له، و عق عنه بكبش، و أمر بحلق شعره و التصدق بوزنه فضة، و أجري له الختان في اليوم السابع من مولده، و قد روي عنه صلي الله عليه و سلم أنه قال «طهروا أولادكم يومم السابع، فانه أطيب و أطهر و أسرع لنبات اللحم، و أن الأرض تنجس من بول الأعلف أربعين يوما».