بازگشت

كرمه و سخاوه


دخل الحسين عليه السلام علي أسامة بن زيد و هو مريض و هو يقول وا غماه فقال و ما غمك قال ديني و هو ستون ألف درهم فقال هو علي قال إني أخشي أن أموت قبل أن يقضي قال لن تموت حتي أقضيها عنك فقضاها قبل موته.و لما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتي الفرزدق الحسين عليه السلام فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له إنه شاعر فاسق فقال إن خير مالك ما وقيت به عرضك و قد أثاب رسول الله صلي الله عليه و آله كعب بن زهير و قال في العباس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني.و روي ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطي أزقة المدينة حتي أتي باب الحسين فقرع الباب و أنشا يقول:



لم يخب اليوم من رجاك و من

حرك من خلف بابك الحلقه



فأنت ذو الجود أنت معدنه

أبوك قد كان قاتل الفسقة



و كان الحسين واقفا يصلي فخفف من صلاته و خرج إلي الأعرابي فرأي عليه أثر ضر و فاقة فرجع و نادي بقنبر فأجابه لبيك يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله قال ما تبقي معك من نفقتنا؟قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتي من هو أحق بها منهم فأخذها و خرج يدفعها إلي الأعرابي و أنشا يقول:



خذها فإني إليك معتذر

و اعلم بأني عليك ذو شفقه



لو كان في سيرنا الغداة عصا

كانت سمانا عليك مندفقه



لكن ريب الزمان ذو نكد

و الكف منا قليلة النفقه



فأخذها الأعرابي و ولي و هو يقول:



مطهرون نقيات جيوبهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا



و أنتم أنتم الأعلون عندكم

علم الكتاب و ما جاءت به السور



من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في جميع الناس مفتخر



و في تحف العقول: جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة و ارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار و قد ألح بي فكلمه أن ينظرني إلي ميسرة فلما قرأ الحسين عليه السلام الرقعة دخل إلي منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار و قال له: أما خمسمائة فاقض بها دينك و أما خمسمائة فاستعن بها علي دهرك، و لا ترفع حاجتك إلا إلي ثلاثة إلي ذي دين أو مروءة أو حسب، فأما ذو الدين فيصون دينه، و أما ذو المروءة فإنه يستحيي لمروءته، و أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.