بازگشت

الحزب الاموي المنشق


كان يعمل ضد الخليفة بالذات، و يقوم بدور الجاسوسية عليه، لحساب بعض الاحزاب كحزب طلحة - علي ما يظهر من قصة ذكرها المسعودي - و من اكبر شخصياته عمرو بن العاص.

فهذه الحزبيات المتصارعة أدت الي حالة من الاضطراب و الشعور المشترك بالحاجة الي الاصلاح.

و الحقيقة الواضحة هي أن الحزب الاموي كان يرمي الي اعداد ثورة في المجتمع تغير كل شي ء، و تأتي علي ما هو معروف من أوضاع مادامت متحكمة بالشعب فلن يستطيع تحقيق أهدافه التي يسعي اليها جهده. و قد رأينا من أهدافه التي ذكرناها وعنينا باحصائها من الظواهر التي صاحبت حكمه، أنه كان يبغي التحلل المطلق و السيطرة المطلقة؛ و قد نجح في كل شي ء. و أهم ما نجح فيه أن الثورة طالت و التفت علي نفسها بحيث أتت علي الطبقة القديمة التي كان يرهبها كثيرا و يفرق منها كثيرا، و بذلك مزق أعصاب الشعب أيضا و حمله علي الاستكانة،


ان الثورة، حينما طال أمدها، أطاحت بأكثر الزعماء و الجمهرة الاسلامية الاولي و أنهكت قوي الجمهور، فرضي بالامر الواقع؛ و هذا الشعور الذي لمسه الحسن بن علي (ع) ظاهرا واضحا في نفسية الجمهور حمله علي المسالمة و وضع أوزار الحرب. و نتائج هذا الفصل هي:

(1)ان الحزبية علقت بمجتمع العرب، و كانت مغرضة نفعية في أكثر جهاتها.

(2)ان الحزب الاموي كان يرمي الي تغيير الأوضاع كافة، و كان يقوم بدور المعارضة المتطرفة الحزب الشعبي، و بدور المعارضة المعتدلة حزب المحافظين.

(3 ان الصراع الرهيب كان بين الحزب الاموي من جهة و الحزب الشعبي و حزب اهل المدينة من جهة أخري؛ و معارضة الاول كانت من وجهة سياسية، بينما كانت معارضة الثاني من وجهة نفسية محض.

(4)ان الثورة كانت وليدة صراع الحزبيات.