بازگشت

الحزب الشعوبي


هذا الحزب كان يضم الموتورين من ذوي الحكومات المنقرضة و الامم المنحلة. و هم يعملون بين الضغينة و المزاج العقلي الموروث علي تسميم مجتمع العرب، و بالفعل ظهر تأثيرهم الكبير علي أفئدة العرب الغضة، و عمل عمله الخطير بينهم. غير أن مدي حركتهم لم يكن يعدو نفث الافكار المفرقة و التعاليم المؤججة، أو أن يستخدموا أدوات هدامة [1] في ايدي الاحزاب القوية. و مثلهم، في مجتمعنا اليوم، كمثل الاقليات المأجورة المسممة التي تكون بابا الي الامة الناهضة المتماسكة، و هذه الاقليات التي لا تنسجم مع الامة في مزاجها العقلي و روحها




الشعبية أو الملية - كما يعبر لوبون - ثم لا تشاركها في شي ء من وراثاتها، لا تكون سوي معاول للتخريب، فيها من معني التخريب، و فيها من قوة المعول.

و كانت الاقلية في المجتمع الاسلامي الاول هي البقية المنهوكة من كل امة أطاحها الاسلام و هوي بها. و يعرف التاريخ من شخصيات هذا الحزب ابالؤلؤة و جفينة و كعب الاحبار و الهرمزان، لأنهم اقترنوا اقترانا وثيقا بحادث الاغتيال الفظيع.


پاورقي

[1] المرحوم حافظ بک ابراهيم الشاعر المصري الکبير ابيات جميلة حکيمة، في هذا المعني، ضمنها قصيدته العمرية و هي:



و الله ما غالها قدما و کاد لها

و اجتث دوحتها الا مواليها



لو انها في صميم العرب قد بقيت

لما نعاها علي الايام ناعيها



يا ليتهم سمعوا ما قاله عمر

و الروح قد بلغت منه تراقيها



لا تکثروا من مواليکم فان لهم

مطامعا بسمات الضعف تخفيها.