بازگشت

حزب علي او الحزب المحافظ


كان هذا الحزب يضم اليه اكثر ذوي السابقة في الاسلام، و يقوم علي مبادي ء المثل الاعلي الذي فرضه الدين الجديد. و من مهمته ارشاد الحكومة و تسديد خطواتها، حتي لا يستعجل بها الظرف و يتأزم عليها. و بذلك كان يعمل في حدود المعارضة المعتدلة، و يقوم بدور الرقيب علي تصرفات الحكومة و دور الكفيل لمصالح الشعب، في حدود المنهج الاسلامي القويم. و كان في الوقت نفسه يعطف علي الحزب الشعبي المتطرف و يكبح جماحه. و لم يفتأ حزب المحافظين عن تصحيح أساليب الحكم المتبعة، و العمل علي ابقاء الصلة بين الهيئة الشعبية جهده، فكان أحيانا و في بعض المناسبات ضامنا أمام الشعب الهائج للهيئة الحكومية ليخفف من حدته و غلوائه. و قد قلت في الحلقة الاولي (لولا وجود علي (ع) في خلافة عثمان لانهارت من اول عاصفة، و لكن عليا كان دعامتها و سندها المتين). و اليك هذه القصة التي ذكرها المسعودي، قال (لما جاءت جموع الامصار الي المدينة و أخبر بهم عثمان بعث الي علي بن ابي طالب، فأحضره و سأله أن يخرج اليهم و يضمن لهم عنه كل ما يريدون من العدل و حسن السيرة، فسار علي اليهم، فكان بينهم


خطب طويل فأجابوه الي ما اراد و انصرفوا)

نعلم من هذا أن حزب علي (ع) كان يقوم بالنص و الارشاد و التوسط أحيانا لحل المشاكل الداهمة أو المفاجئة. و الذي كان يبعث الشعبيين علي الاطمئنان الي شخصيات هذا الحزب انهم يمثلون العهد الذهبي للاسلام أي عهد النبي (ص)، و لأن علي رأسهم اكبر قانوني و مشترع يستطيع أن يعبر عن امانيهم و يوجه الهيئة الحاكمة اليها. و لكن تطرف هذه الهيئة نتج عنه تطرف الهيئة الشعبية ايضا، و دخلها اليأس من صلاحها و وقعت الثورة التي لم يعد منها مناص، و تخطي الشعب الحزب المحافظ الذي يحترمه، و عمل بنفسه.

و كان من اكبر شخصيات حزب المحافظين علي (ع) و ابوايوب الانصاري و عبدالله بن عباس و عمار بن ياسر و المقداد بن الاسود.