بازگشت

حزب الشعب


كان يجمع جمهور العرب الذي أحس بعدم صلاحية الوضع الراهن للمجتمع، و ان الاصلاح يجب أن يمس كل شي ء متناولا الاساس أيضا. شعر هؤلاء أن الهيئة الحاكمة التي فرضت عليهم فرضا لم تعد تطاق، و أن ضغطها آخذ في الزيادة، فقرروا الثورة، بعد أن وجدوا أن لا مذهب عنها، و انها العلاج الوحيد لطغيان المنتدبين للحكم الذين لم يفهموا حقيقة تمثيلهم.


و الحكومة الجمهورية اذا تجاوزت في فهم صلاحياتها، أو بعبارة أصح اذا فسدت، كانت نكبة أشد من النكبة بالملك المستبد أو الحاكم بأمره - كما يقول جون ستيوارت ميل في كتاب الحرية - لأن الوضع، في رأيه، لم يخرج عن استبداد الفرد الا الي استبداد الجماعة الذي هو أشد هولا.

و قد وفق الشعب المضطرم الي معلم ثوري هو عبدالله بن سبأ، فصاغ مطالب الاصلاح بأسلوب موجز مغر، يجعلها قمينة بسرعة الانتشار. و كان اكبر شخصيات الحزب الشعبي في الشام ابوذر الغفاري (ض)، و في العراق الاشتر النخعي، و في مصر محمد بن ابي حذيفة و محمد بن ابي بكر. و هذا الحزب يمثل المعارضة المتطرفة، و نحن اذا أطلقنا عليه كلمة حزب فبتجوز و توسع، و الا فالحزب بالمعني المعروف لنا اليوم لم يكن صفة الا للحزب الاموي خاصة.