بازگشت

نظرية الخوارج


جاءت الاخبار بأن المتحاربين في صفين لما اتفقوا علي التحكيم، نفر قوم من جند علي (ع) أكثرهم من قبيلة تميم، من أن يحكم أحد في كتاب الله. و ينبغي أن لا ننسي أن تميم كانت فيمن ارتد، و كانت ردتها الحادا، فقد قدمت نبية كان لها شأن مهم، و هي سجاح بنت الحارث. و انما انبهنا علي هذا ليبقي في ذكرنا انهم كانوا ذوي ضمير ديني قلق، تبعا لما يعرض في سماوة خيالهم. و بما أنهم يفقدون


القدرة علي الموازنة العقلية فهم لذلك يصيرون الي التمسك بالرأي أو التردد. و سنجد صدق هذا بعد حين، فان بعضهم تشدد و غلا، و بعضهم تردد؛ فكانت أفكارهم تختلف بين عشية و ضحاها كما يقولون؛ و فقدهم القدرة علي الموازنة يعلل انقسامهم علي أنفسهم هذا الانقسام السريع. و قد جعلوا شعارهم هذه الكلمة (لا حكم الا لله) المأخوذة من قوله تعالي (ان الحكم الا الله).

أهمتهم أنفسهم حينما قبل علي (ع) بالتحكيم لأن قبوله كما ذكرت في كتاب: (سمو المعني في سمو الذات)، معناه ان للخصوم شبهة حق و هو ما لا يسمحون لأنفسهم باعتقاده، و الا فقد تهافتوا بين عملهم اليوم و عملهم بالأمس. و هم، حين استبد بهم القلق لضعف الموازنة عندهم، لم ينقذهم الا أن يقر علي (ع) بالخطأ اي بالكفر.

و من الخير أن نذكر طرفا من تعاليمهم لنوجد صلة عقلية بين أفكارهم و بين الأفكار القديمة من جهة، و صلة أخري بين طلوعهم بهذه التعاليم و بين الحيرة المسيطرة.

ذهبوا في أول الامر الي أن الخلافة ليست حقا اصليا و لا مكتسبا لقريش، و انما هي حق مشاع بين العرب، ثم قالوا بين عامة المسلمين.

دقق النظر في هذه الفكرة، تنفس علي قريش سلطانها و تحكمها، و بين ما جاء علي لسانهم يوم الارتداد، تجد البواعث واحدة. فمسيلمة كان يقول: ان قريشا قوم يعتدون، و قال قيس بن عاصم:



ألا أبلغا عني قريشا رسالة

اذا ما اتتها بينات الودائع



كما نجد من أهم بواعث الثورة علي عثمان أيضا، ان القبائل نفست علي قريش امرتها، و قد أنضج سخيمتهم تصرف قريش تصرفا غير مشروع و لا عادل، الي حد جعل القبائل ترمي قريشا بأنها نصلت من الدين تقريبا. و اسمع الي ما يقول شاعر:




بلينا من قريش كل عام

أمير محدث أو مستشار



لنا نار نخوفها فنخشي

و ليس لهم، فلا يخشون، نار



فكان بين هذه الحركات الثلاث صلة شديدة، و هي في الواقع حركة واحدة ظهرت في ظروف مختلفة، و كانت تصطنع لها في كل ظرف ما يناسبه. فحركة الخوارج في نظري بقية من حركة الارتداد الكامنة، و لكنها في هذه المرة أخذت شكل اجتهاد ديني اسلامي.

و رأيهم في الخليفة انه لا يصح له أن يتنازل و لا أن يحكم، و اذا تم اختياره صار رئيس المسلمين، و يجب أن يخضع خضوعا تاما لما أمر الله، و الا وجب عزله. و من طوائف الخوارج من يذهب الي أنه لا حاجة بالأمة الي امام، و انما علي الناس أن يعملوا بكتاب الله من أنفسهم، و هذا ما كان يفهم من كلمتهم «لا حكم الا الله»؛ و لذا قال علي (ع): «كلمة حق أريد بها باطل، نعم انه لا حكم الا لله و لكن هؤلاء يقولون لا امرة الا لله». يتبين لنا من هذا أن نظرية الخوارج ترجع الي عوامل ثلاثة:

(1)القلق الديني.

(2)العصبية.

(3)خضوع هؤلاء الاعراب أيام جاهليتهم للكهان خضوعا تاما؛ فما كانوا يقطعون بشي ء الا بعد تحكيمهم. و المفروض في الكهان انهم يستفسرون الغيب، و هذا أدخل في فطرتهم انهم مسيرون كرها، و جاء التنبؤ فثبت في ضمائرهم أن الغيب هو المحكم في كل شي ء. فالعرب من هذه الناحية كانوا جبريين، و نجد في الآثار المروية و نهج البلاغة أن عليا (ع) اجتهد كثيرا في تفهيمهم حقيقة القدر، و كانت لهجته في ذلك قاطعة صارمة، و تأمل قوله في الجواب عن مسألة في القدر «لو كان، اي معني القدر، كما تظنون لبطلت الشرائع و التكاليف و الجنة و النار و بطل ارسال الرسل، اياكم و هذه العقيدة فانها عقيدة مجوسي هذه الامة». هذه هي البواعث الحقيقية لخروجهم، و ان كان، في ظاهره، لا يعطي الا أنه نتيجة ظرف خاص انكشف عنه.


السبيئة: و الآن نتناول السبئية التي كانت أدخل في وجهة هذا النظر. و هي نحلة تنتسب الي شخصية غامضة كل الغموض حتي عدت شبه تاريخية، و هو عبدالله بن سبأ، و الرواة يختلفون فيه الا أنهم يجمعون علي الدور الذي لعبه، و أكثرهم يذهب الي أنه يهودي من صنعاء، قدم الحجاز، و دخل في الاسلام كما دخل غيره من اليهود؛ و قد ابتدع للعرب قضايا شغلت الافكار و أقامت المجتمع العربي، و أذكت فيه الثورة، و لعله الشخص الذي نظم تعاليم الثورة و أعطاها شكلا منسقا مهذبا.

و المسائل التي خلب بها الناس تنظم في صنفين:

(1)لاهوتي، و مسائله هي: (أ) أن عليا يجب أن يخلف النبي (ص) و ليس ابابكر (ب) ان عليا (ع) وصي محمد (ص) كما كان هارون وصي موسي (ع)، و شمعون الصفا وصي عيسي (ع) (ج) ان محمدا (ص) سيعود كما عاد موسي، و كما للمسيح رجعة، مستندا الي قوله تعالي (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الي معاد).

(2)اجتماعي و هو من النوع الاشتراكي المتطرف و مسائله هي: (أ) ان المال يجب أن يقسم بين الناس بالسوية، و ليس هناك غني و لا فقير. (ب) ان تسمية معاوية للمال بمال الله لا مال المسلمين افتيات علي حقوقهم، و قصد معاوية من هذا، كما كان يروج أن يستأتي له التصرف به كيف شاء. و لا يختلف اثنان من المؤرخين بأن ابن سبأ تأثر الي حد كبير بتعاليم الديانات المختلفة، و أخصها المزدكية في الجانب الاجتماعي من أفكاره. و في نزعته مصداق نظريتنا التي اجتهدنا أن نفسر بها الأهواء الدينية التي أدت الي اختلاف كبير.

و المؤرخون يرون في عبدالله بن سبأ هذا، رجلا دساسا خطيرا، و نري فيه غير ذلك. و مقدمات هذا الرأي الذي كونته لنفسي، ان السياسة المالية التي سار عليها عثمان (ض)، من حيث اقطاع المحاسيب - فقد أقطع مروان خمس ما فتحه في افريقيا، و الاقطاع شي ء مستحدث في الاسلام، بله انه خول قريشا الملك و اقتناء الضياع و التزيد منها الي أبلغ حد - كانت طفرة بالنظر الي سياسة عمر (ض)


الصارمة في هذا الجانب. و قد نشأ عنها ولوع بالاستكثار، و رغبة جامحة في التمول ضرورة انها نقلة من الفقر الجديب الي الثراء العريض. و قد ظهر أثر هذا التسابق علي الامتلاك سريعا في الوضع الاقتصادي العام، حيث جعل العسكريين الذين أوقفوا أنفسهم علي الجندية طبقة فقيرة يائسة، و الحف عليها الفقر بصورة أشد حينما وقفت الفتوح. و اذا علمنا أن العسكريين هم أكثرية العرب المسلمين نصل الي ان الطبقة الفقيرة شملت العرب اكثرهم، و أصبحت قريش وحدها هي التي تؤلف الطبقة المالية أو الارستقراطية، فعرت الناس ضغينة علي قريش باعتبارها المستبدة بالمرافق العامة و المستبدة بالدولة، و لا عبت نفوسهم أفكار ثورية عميقة. و بحكم ان عبدالله بن سبأ كان رحالة، و يحمل عقلا مفكرا وحسا نافذا الي بواطن المجتمعات، فقد لمس أسباب الاستياء العام،و حاول أن يتناول المجتمع في ناحية المال باصلاح مناسب، و لذلك لاقت أفكاره رواجا اي رواج.

و اما أن نظن بأنه استطاع أن يفتن شعبا مطمئنا الي عقائده و شؤونه بالدعاية الخالصة، فخرق بالنظر النفسي و الاجتماعي، و ان يفتن خلص الرجال الذين ساهموا ببناء الهيكل الاسلامي، من مثل ابي ذر (ض) الرجل الذي طورته الديانة تطويرا حقيقيا، و جعلت منه مسلما عميق الاسلامية، فانه يرمينا بنوع من البله و السذاجة في فهم طبائع النفوس. فقد كان في حكم الثابت اذا أن الناس عامة شعروا بشعور واحد، و ألف بينهم الاستياء؛ و يدل علي هذا انتقاد علي (ع) نفسه لهذه السياسة التي جعلت قريشا تبتلع المجتمع الاسلامي الواسع و تتجاهله، و هو القرشي الصميم؛ و شكواه من قريش التي كان يرمز بها في ذلك الحين الي الامويين تملأ خطبه التي في النهج.

و ان اباذر (ض) لمس هذا الاستياء، و حاول أن يضع حدا للتدهور الاجتماعي السريع الذي بدأ يؤذن بالثورة عتلي الرأسمالية الوليدة؛ و قد استنام الي أفكار عبدالله ابن سبأ التي تؤلف برنامجه الاصلاحي، لأنها وافقت أفكاره و لأنه وجد فيها علاجا لا يبعد عن روح الاسلام في جوهره، خصوصا و ان في برنامجه مردا الي سياسة عمر المالية، في غايته، بدون نظر الي الصيغة التي افرغ فيها.


و نحن لا ننكر أن أفكاره الاشتراكية متطرفة، و لكن التطرف دائما شأن الشعور بالضيق؛ و المفكر بأفكار ثورية يكون علي الدوام مفكرا متطرفا. و كذلك الشعب الثائر يكون متطرفا علي مقدار كبير. فعبدالله بن سبأ مسلم ليس ما يحملنا علي الشك في اسلاميته، و صاحب أفكار اصلاحية استلهمها من حالة المجتمع العامة، لا انه نفثها فيه. و هذا لا يمنعني أن أقرر أن برنامجه، في قسميه: اللاهوتي و الاجتماعي، كان مقتبسا من ديانات عدة، و بالأخص في القسم الاجتماعي، الا أنه سبكها علي شكل لا تتنافي به مع روح الاسلام [1] ، فهو صاحب فلسفة دينية مقتبسة. و قد أثر أيضا في الخوارج؛ و سيأتي لنا درس هذا في بحث الثورة علي عثمان (ض).

هذه مقدمات و نتائج نريد أن نصل من ورائها الي استيضاح أثر القلق في الوضع الديني و الحياة العامة بعد الاسلام، و نحن في هذا الفصل قد اظهرناه في حدود المناسبة التي دعت اليه. و يتحتم علينا، قبل مزايلة الموضوع، أن نتكلم عن السياسة التربوية التي اتخذها النبي (ص)، و تحزم بها للقضاء علي القلق الديني الخطير الأثر. و نحن، بعد المامة قصيرة بالسيرة النبوية، نجد النبي (ص) اعتمد علي أساليب تربوية خالصة لابلاغ الدين الي الضمائر في استقرار مكين. فكان يأخذ العرب بالترغيب تارة و الترهيب أخري، و يأخذهم أحيانا برياضات دينية من شأنها أن تبعث الضمير الديني المهذب. بيد أن الفترة التي قضاها النبي (ص) بينهم كانت قصيرة فلم تحقق الاختمار الا في طبقة بقيت لها ميزتها في السياسة، الي زمن بعيد، و ميزتها في الاعتقاد، ما تبقي علي الارض مسلمون.

و كان علي الخفاء أن يتابعوا هذه السياسة التربوية انتهجها النبي (ص) لكي يحققوا الاختمار الديني المنتظر. بيد أن سياسة الخلفاء مالت الي التوسع في تزيد أسرع بفناء الطبقات التي تهذبت علي يدي المصطفي كالقراء، و لم يدع فرصة لتحقيق الاختمار في الباقين. فالتعجيل بالفتوح كان بمثابة جذر


قوي في النفسية العربية الاسلامية، و قد لمسوا بعضا من نتائجه المحسوسة في فناء القراء تقريبا، حتي عمدوا الي كتابة القرآن صونا له عن الضياع.

فان من المسلم به انه لابد من مرور الزمن لتترسخ التعاليم و تتحول الي صفة ارادية غير مشعور بها، كما يعبر (ليبنز)؛ فهذا الاختمار الديني ضروري جدا.

و قد اصيب الاسلام، من حيث العجلة بالفتوح، بما اصيبت به الثورة الفرنسية، فان حركة نابوليون جاءت سريعة، بحيث لم تدع لمبادي ء الثورة ما كان يلزم لها من زمن. و هي و ان تكن قد نشرت مبادي ء الثورة خارج الحدود، كما نشرت حركة الفتح الاسلامي الدين خارج الحدود، فقد حالت دون قطف ثمارها علي الوجه الذي كان مرغوبا فيه - و الثورة الفرنسية كالثورة الاسلامية تماما، فقد تولد من امتدادها في غير حدود فرنسا، علي الوجه المذكور، مذاهب اجتماعية متذبذة في كل اوروبا كما حدث في الاسلام، فالماركسية و الفوضوية و ما الي هذه من مذاهب أخري كانت الخوارج و السبئية؛ لأن كلا منهما صار، بفعل عدم الاختمار، مذهبا غامضا.

علي اننا لا نجرد هذه الحركة من محاسنها، بيد أنها لا توازي ما نشأ عنها من نتائج كانت أشد خطرا و أهمية. و لو أن الاسلام أدركه الاختمار اللازم، ثم جرب أن يلعب دوره العسكري، لما كان مباءة البتة لاية نزعة. فتأثير عملية المزج التي كانت نتيجة ضرورية للتوسع الاسلامي، جاء من هذا الجانب الاعتقادي الذي كان مريضا.

و لا تنس هنا أثر القبلية التي ثبت لنا، في الفصل السابق، انها كانت شديدة التحكم في نفس العربي و عظيمة التصرف لحركاته. و يحسن بنا أن نشير الي أن، من جملة أسباب الردة أو الحركة الانفصالية الدينية كما افهمها، القبلية؛ فان من الاشياء التي سبقت الاسلام تفكير النجرانيين بتأسيس كعبة لهم، قال ياقوت في المعجم: «و كعبة نجران هذه يقال بيعة بناها بنوعبدالمدان بن الديان الحارثي علي بناء الكعبة، و عظموها مضاهاة للكعبة، و سموها كعبة نجران، و كان فيها اساقفة معممون». غير ان بعض الباحثين يميل الي انها كانت كعبة للعرب تحج اليها قبل مجي ء


النصرانية، ثم اتخذها النصاري بيعة بعد انتشار النصرانية فيها و هذا؛ و هو الرأي المحقق في نظري. و بتأمل بسيط في الحادي في الانفراد بكعبة، نعثر عليه في النزعة القبلية التي تميل الي التحرر من التبعية في كل الأشياء و اشياء العبادات ايضا.

و يظهر لنا من هذا أن الرغبة اتجهت الي الانفصال الديني في الجاهلية؛ و لما جاء الاسلام، و ثبت التبعية الدينية، و وحد الكعبات، عاودتهم الرغبة السالفة الي الانفصال، فأذكوا حركة الارتداد.

يثبت لنا من هذا، أن عدم الاختمار الديني أدي الي البلبلة التي شهدنا من آثارها في المحيط العربي شيئا كثيرا، و شهدنا من آثارها مثل ذلك بعد عملية المزج الاسلامي الواسعة.

و المسيحية كالاسلام أدركها بعض الاختمار في أولها، ثم طفرت بدخول قسطنطين فيها، و كان بدء انتشارها بدء اضمحلالها أيضا. فان هؤلاء الذين دخلوها بعد ذلك دخلوها علي وجه السرعة، فلم يدخلوا وحدهم بل بعقائدهم ايضا،: فاكتسبت المسيحية شكلية اخري، و بدأ الانقسام فيها نتيجة للاختلاف الاعتقادي القديم، و ليس نتيجة للاختلاف الاجتهادي أو التفسيري كما يظن.

و الحق ان الاسلام صادف ما لم يصادفه دين آخر، من حيث هيئت فيه نبل التعاليم و فطريتها، و من حيث جمعت له القوة أيضا ليحوطها، فلم يكن في حاجة الي عون يعتمد عليه، و لكن التحرك السريع أفقده هذه المزية، و ظهر فضل ميزة القوة التي هيأها محمد (ص)، أكثر ما ظهر، في عدم تحريف التعاليم، فان التحريف نتيجة للضعف و التستر و التخفي.

و النبي (ص) أخذ بعمل الاختمار في دار الارقم. و في نظري ان دار الارقم كانت مربي للجماعة الاسلامية من جهة، و كهف الثورة من جهة أخري. و شاءت طبائع الثورات أن يكون لها هذا الكهف أول منزلة من منازلها، ثم تطل منها ككوة لا تزال تتسع و تتكور حتي تسامت الافق و تضيق عنها الحدود. «فغاريبلدي» كان له مثل دار الارقم، و كذلك كل ثائر و كل مصلح.


و يحسن بنا أن نسرد نتائج هذا الفصل، بعد لمحة العرض التي أتينا بها، لتكون في ذكرنا القريب، و هي:

«1»تناحر الديانات، علي شكل أن يدعي كل فريق بأن الحق في جانبه، أقام الفكرة الدينية عند العرب علي الحيرة المبهمة و الشك الخاص، ففشا فيهم التعطيل و الالحاد و القول بعدم البعث.

«2»الديانات الدخيلة كانت أرقي من الوثنية، فأثرت فيها تأثيرا متفاوتا؛ و هذه نتيجة ضرورية للتفاعل بين الديانات و الوثنية.

«3»الديانات التي تكون لها، في نفوس الشعوب، مزاجا خاصا، لا تندثر بل تتقمص و تستعيد حياتها في زي آخر.

«4»النزعات الاسلامية الاولي كالخوارج و السبئية تأثرت بصفة الشك التي لا بست النفس العربية.

«6»اسرة بني هاشم هي الاسرة التي نضج فيها الضمير الديني حتي زودها بحصانة ضد الشك و القلق، فهي اذن الاسرة الخليقة بأن تقدم المصلح للمجتمع المحموم، و هي الخليقة بكفالة التعاليم و رعايتها، لأن الدين منها كالطبيعة من كل نفس.



پاورقي

[1] وقع القول بالرجعة في وهم عمر (ض) بعدما مات النبي (ص)، فقد کان وقع الخبر عليه شديدا فلم يصدق و ذهب يغالط نفسه في صدق الخبر بانه لم يمت و انما ذهب کما ذهب موسي و سيعود؛ و من هنا اخذ الرجعة ابن سبأ و اخذ دعواه في الوصاية من حديث: انت مني بمنزلة هارون من موسي - الحديث.