بازگشت

فاتحة


الناس في الحياة أشباح مبهمة تختلط ثم تتكسر في ظلام الأبدية بغير ضجيج، و لكن الكائن العظيم وحده هو الذي يقدم التاريخ العظيم...

و التاريخ قطعة من الزمن ليس لها حدود وراء الكائن الذي يفرغ عليها صنوف التهاويل...

و شتان بين الكائن الذي شيئا من معني الجيل، و الآخر الذي يجي ء الجيل شيئا من معناه...

و أي تاريخ هو أجدر من تاريخك «اباعبدالله» بأن يحمل شارة العظم و الخلود...

نواة انفصلت من صميم المعجزة، لتجي ء معجزة أخري في صميمها... و ليست الشجرة الزاهية، بما فيها من مجالي الفن، الا نواة خرجت بقوتها، او قوة استكنت في سر النواة... و النبوة معجزة تعد الانسانية لشي ء جديد،


و الانسان الاسمي هو المعجزة في الشي ء الجديد نفسه...

فالنبي (ص) أعد البشر للانسانية المهذبة فتمت بذلك معجزته، و أنت «اباعبدالله» اعددت نفسك لتحل في مكان الاعجاز من الانسانية الجديدة، فتمت بذلك معجزتك...

الاهة الاساطير تحتاج الي نبي يمحوها، حتي يردها الي خيال طائش في حدود الخرافة...

و الانسان المستأله يحتاج الي مصلح يمحوه، حتي يرده الي طبيعته في حدود الحقيقة...

فالجد النبي محا آلهة الاساطير، و السبط المصلح محا الآلهة من الناس.. و كذلك حال [1] الحسين (ع) بكفاحه دون أن يستعبد الانسان الانسان...

الحياة حركة دائمة، و الموت سكون دائم، و لكنه بالنسبة الي العظيم يعطي معني آخر. فان موت العظيم ليس سكونا هامدا، بل هو [2] خروج الحركة عن مركزها لتنتشر في أحياء كثيرين...

ففي روح كل مصلح بدوات من روحك، و في ضمير كل مجاهد قبس من ضيائك...



پاورقي

[1] ان حرکة الحسين عبرت عن قوة الرأي العام و عن خطره مهما کانت السلطة مستبدة متحکمة.

[2] الحياة حرکة حول مرکز الشخص الحي فاذا مات و کان عظيما خرجت حياته عن مرکزه الشخصي و سيرت اتباعه و معتنقي رأيه.