بازگشت

ذكري الحسين


عري الدين من أحلاس شر و فتنة

دواهي طغت وازور من وقعها الهدي



فهاج امام الحق من كل وجهة

و هاج امام الدين من كل منتحي



فما قر في وجه الظلوم و ما التوي

علي مرة الظلام أو شدة الهوي



أرادوا به ذلا فكان جوابه

زئيرا كليث الغاب حفز للشري



سري جاهد يستندب الروع بغية

كان الردي في الذل و العيش في الردي



تهاوي علي موت الكريم كما هوي

علي منية من كان يخلو الي المني



مر بوادي الموت و الموت طلبة

فيا عجبا هل ثم في الموت مقتني



و أرادوا به ضيما و ذل ضراعة

و لكن غذي المجد يستعذب انظما



و قالوا له نعلي سرادق نعمة

عليك اذا ما أنت أسلمتنا اليدا



تهادي كما لو كان في مثل طربة

و قال مقال اأعظمي اذا انتخي






أقدم جمعي دون مبدا شرعتي

و أحمي حمي ديني و أحبو الي الهدي [1] .



أقدم ولدي و الأسنة شرع

و أستعذب الموت الزؤام لهم رضي



أقدم من ولدي شبيه نبيكم

و شبه نبي الهدي يفدي له الهدي [2] .



أقدمه للموت و هو كوردة

تفتح. والدين الحنيف له البقا



أقدم صنوي للوغي و فتي أبي

و هل مثله حر اذا اجتمع الوري



و من مثل عباس أبي الفضل باسلا

و من مثله نبلا و من مثله تقي



أقدم من قرباي قربان فدية

حفاظا لدين الله أن يرمي بالدني



أقدم منهم كل أحمس ماجد

أخا شرف يحمي الحقيقة بالظبا



أقدم رأسي شاخبا بدمائه

علي أن أمد الكف للذل و الخنا



لقد رضيت نفسي لأسجرها فدي

و قد رضيت نفسي لا نحرها حمي



و يطربني هذا الأنين كأنه

بقيس شعوري من لحون علي الصبا



و لو أن أهلي قطعوا اربا علي

لحاظي، كلا، لا أحول عن الخطي



كذاك رجالاتي الكرام تعاقدوا

علي فدي دين الله ان كان يفتدي



مقال لعمري صير الدهر خاشعا

و رجعه في كل جيل أخو مضا



كأني بهال ذاك الاثير مجوبا

يطوي النواحي و الرجا بعده الرجا



فيا كربلا. كهف الاباء مجسما

و يا كربلا. كهف البطولة و العلا



و يا كربلا. قد حزت نفسا نبيلة

و صبرت بعد اليوم رمزا الي السما



و يا كربلا. قد صرت قبلة كل ذي

نفس تصاغر دون مبدئها الدنا



و يا كربلا. قد حزت مجدا مؤثلا

و حزت فخارا ينقضي دونه المدي






فخار لعمري سطرته ضحية

فكان المعني المجد أعظم مجتلي



فللمسلم الأسمي شعار مقدس

هما قبلتان للصلاة و للابا



فأكرم ببيت كان للناس شرعة

و منبثقا من خطة النبل و الفدي



فداء لعمري ظل تمثال نهية

يقدسه الرواد من كل منتحي



يطوفون في أرجائه بقداسة

كأن لها وحيا الي النفس و النهي



كذلك سر الكبرياء اذا سمت

و ذلك سر العبقري اذا انتضي



دمعة [3] سني علي الحسين (ع)

وقفت علي زمرة ثائر



ين يكاد الحفاظ يرامي الحمم



يقولون ثأر لنا نائم

نريد انتقاما يروي الضرم



يروي الضلوع يعيد النخا

يروي النفوس يعيد الشمم



فقلت، اليكم و اين الترا

ت قالوا جميعا طواها الرمم



فقلت، اليكم لماذا الحفا

ظ هل في القبور هوي ينتقم



هناك الا له اليه القضا

اليه العدالة في المحتكم



فقالوا و ألووا الي الرؤوس

ريت الامور بعين أمم



نحيي الكرامة في شخصها

نحيي البطولة في ذا العلم



نحيي الحقيقة في نبلها

نحيي الفداء نحيي الحطم



نحيي ضميرا سما طهره

نحيي ضحية حق غرم






نحيي الطهارة في بيتها

اطار الطهارة قدس و دم



نحيي نبيلا أبي نبله

قرارا و تلك تطل الحرم



و تهتضم الحق لا ترعوي

اذا الحق أن بصوت الديم



نحيي فؤادا تأبي العفا

تأبي الفضيلة ان تنحطم



تأبي الهجوع و صوت الحقو

ق يدوي الي الي الحكم



نحيي مثالا أجاب الندا

فكان فداء كرمز الحرم



أجاب و ياروعة للجوا

ب اذ قال مرحي بسكني الرجم



و فيه افتداء حقوق غدت

تئت بليل اذا ما اعترم



و فيه نداء يفل قوي

ظلوم غشوم اذا ما احتكم



و فيه نداء أيا الظالمين

رويدا رويدا فللحق يوم



و فيه هزيم كصوت الرعو

د و يوم الحقيقة يوم حسم



و يذكي شعورا يخيف الظلو

م و يحمي الحقوق فلا تنهضم



و يذكرنا المجد كيف السبيل

و كيف ينال اذا ما اخترم



الا انما بالدما وحدها

يرد اعتداء عدو خصم



فما طل دم جري في الثري

يصيح مدي الدهر يا للهمم



يصيح بصوت رعود رعوب

يهز قرار النفوس الركم



ينبه في النش ء أمجاده

لرد تراث و لو في الأجسم



فطربت لما فهمت الرمو

ز و أرسلت دمعي فوق الرمم



«أبازيت [4] » مجد أحييكم

و نعم الخشوع بذكري العلم





پاورقي

[1] بمعني الهداية.

[2] بمعني الدين.

[3] يقيم الشيعة ذکري عاشوراء للعظة و الادکار، و هي ذکري عظيمة بما اشتملت عليه من عظات و من بطولة في الجهاد و انما تربو الروح السامية بذکري الابطال. و هذه الذکري اليوم ألزم ما تکون لنا في مرحلتنا الانقلابية.

[4] کلمة من وضعنا الجديد، و هي جمع ابزيت و معناه الثائر لذکري تاريخية. راجع مقدمة لدرس لغة العرب ص 254، و هذه القصيدة اجريناها علي رأي عروضي لنا؛ راجع مقدمة لدرس لغة العرب ص 46 الي 52.