بازگشت

ما جري علي الرأس الشريف من الكوفة الي الشام


في تذكره السبط: ثم ان ابن زياد حط الرووس في اليوم الثاني و جهزها و السبايا الي الشام. الي ان قال انفذ ابن زياد راس الحسين عليه السلام الي يزيد بن معاويه مع الاساري و الرووس كلها، و كلما نزلوا منزلا اخرجوا الراس من صندوق اعد له، فوضعوه علي رمح و حرسوه طول الليل الي وقت الرحيل، ثم يعيدونه الي الصندوق و يرحلون.

قال الطبري [1] : قال ابومخنف: ثم ان عبيدالله بن زياد دعي زحر بن قيس، فسرح معه براس الحسين و رووس اصحابه الي يزيد بن معاويه، و كان مع زحر ابوبرده بن عوف الازدي و طارق بن ابي ظبيان الازدي، فخرجوا حتي قدموا بها الشام علي يزيد بن معاويه.

قال الاسفرايني: ثم استدعي ابن زياد الخولي بن يزيد و شبث بن ربعي و حجر بن حصين، و ضم اليهم الرووس و الحريم و الاطفال، و امرهم ان يسيروا الي يزيد بدمشق، و ان يشهروا ما معهم في سائر البلدان.


و قال الطبري [2] : ثم سرح بهم مع محفز بن ثعلبه العائذي عائذه قريش و مع شمر بن ذي الجوشن. و في بعض المقاتل: ان معهم عمر بن سعد.

و الذي يستفاد من مجموع الاحاديث و التواريخ ان ابن زياد لعنه الله سرح جماعه منهم زحر بن قيس علي الرووس، و وكل جماعه منهم شمر بن ذي الجوشن علي الاسرا، و ارسلهم و ارسل بعدهم بيوم او يومين جماعه ليلحقوا بهم في الطريق و فيهم عمر بن سعد و معهم جماعه من الجند و العسكر، بل الذي يظهر من المفيد في الارشاد انه ارسل الرووس اولا ثم ارسل الاساري بعدها، قال [3] : ثم ان ابن زياد بعد انفاذه براس الحسين عليه السلام امر بصبيانه و نسائه فجهزوا، و امر بعلي بن الحسين فغل بغل الي عنقه، ثم سرح بهم في اثر الرووس مع محفز بن ثعلبه العائذي و شمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتي لحقوا بالقوم الذين معهم الراس.

و ظهر من الراس الشريف في طريق الشام امور:

(منها) ما رواه العامه و الخاصه في كتبهم و ينتهي السند الي رجال العامه، فهذا من المشهورات بين الطائفتين محدثيهم و مورخيهم. قال ابن حجر في الصواعق [4] : فلما قتلوه بعثوا براسه الي يزيد، فنزلوا اول مرحله، فجعلوا يشربون الخمر بالراس، فبينما هم كذلك اذ خرجت عليهم من الحيطان يد معها قلم من حديد، فكتبت سطرا بدم:



اترجو امه قتلت حسينا

شفاعه جده يوم الحساب




فهربوا و تركوا الراس. اخرجه منصور بن عمار. و ذكر غيره ان هذا البيت وجد بحجر قبل مبعثه صلي الله عليه و اله بثلاثمائه سنه و انه مكتوب في كنيسه من ارض الروم لا يدري من كتبه. انتهي.

و قال القاضي حسين بن محمد الديار بكري المالكي في كتابه المسمي بالخميس في احوال انفس النفيس قال: فاسروا الي ان وصلوا الي دير في الطريق، فنزلوا يقيلون به، فوجدوا مكتوبا علي بعض جدرانه: اترجوا امه- الي آخره. فسالوا الراهب عن السطر و من كتبه، فقال: انه مكتوب فيها من قبل ان يبعث نبيكم بخمسمائه عام. انتهي.

و في تذكره السبط قال: قال ابن سيرين: وجد حجر قبل مبعث النبي بخمسمائه سنه عليه مكتوب بالسريانيه فنقلوه الي العربيه فاذا هو: اترجو امه- الخ.

و قال جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي المالي في كتاب الدر النظيم: فلما وصلوا الي دير في الطريق فنزلوا و جعلوا يشربون الخمر و يتبجحون [5] بالراس، فخرج اليهم يد معها قلم من حديد، فكتبت: اترجو امه- الي آخره.

و روي الشيخ ابن نما في مثير الاحزان [6] قال: فروي النطنزي عن جماعه عن سليمان بن معران الاعمش قال: بينما انا في الطواف ايام الموسم اذا رجل يقول: اللهم اغفرلي و انا اعلم انك لا تغفر. فسالته عن السبب؟ فقال: كنت احد الاربعين الذين حملوا راس الحسين عليه السلام الي يزيد علي طريق الشام. فنزلنا اول مرحله رحلنا من كربلا علي دير للنصاري و الراس مركوز علي رمح، فوضعنا الطعام و نحن ناكل، فاذا بكف علي حائط الدير يكتب عليه بقلم من حديد سطرا بدم:


ارتجوا امه قتلت حسينا- الخ، فجزعنا جزعا شديدا، و اهوي بعضنا الي الكف لياخذها فغابت، فعاد اصحابي.

و عن مشايخ من بني سليم انهم غزوا الروم، فدخلوا بعض كنائسهم فاذا مكتوب هذا البيت، فقالوا لهم: منذ متي مكتوب؟ قالوا: قبل ان يبعث نبيكم بثلاثمائه عام.

و حدث عبدالرحمن بن مسلم عن ابيه انه قال: غزونا بلاد الروم، فاتينا كنيسه من كنائسهم قريبه من قسطنطنيه و عليها شي ء مكتوب، فسالنا اناسا من اهل الشام يقرون بالروميه، فاذا هو مكتوب هذا البيت: اترجو...

و ذكر ابوعمرو الزاهد في كتاب الياقوت قال: قال عبدالله بن الصفار صاحب ابي حمزه الصوفي قال: غزونا غزاه و سبينا سبيا، و كان فيهم شيخ من عقلاء النصاري فاكرمناه و احسنا اليه، فقال لنا: اخبرني ابي عن آبائه انهم حفروا في بلاد الروم حفرا قبل ان يبعث النبي العربي صلي الله عليه و آله بثلاثمائه سنه، فاصابوا حجرا و عليه مكتوب بالمسند هذا الشعر:



اترجو عصبه قتلت حسينا

شفاعه جده يوم الحساب



و المسند كلام اولاد شيث [7] . انتهي.

و في مناقب ابن شهر اشوب [8] عن انس بن مالك قال: حفر اهل نجران ارضا فاذا خرج لوح فيه مكتوب:



اترجو امه قتلت حسينا

شفاعه جده يوم الحساب



فقد قدموا عليه بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب






ستلقي يا يزيد غدا عذابا

من الرحمن يا لك من عذاب



و سال عن كتابه الاشعار قالوا: قبل بعث النبي العربي بثلاثمائه. انتهي.

و قال السيد في اللهوف [9] : فروي ابن لهيعه و غيره حديثا اخذنا منه موضع الحاجه، كنت اطوف البيت فاذا برجل يقول: اللهم اغفر لي و ما اراك فاعلا، فقلت له: يا عبدالله اتق الله و لا تقل مثل ذلك، فان ذنوبك لو كانت مثل قطر الامطار و ورق الاشجار فاستغفرت الله غفرها لك فانه غفور رحيم. قال: فقال لي: تعال حتي اخبرك بقصتي، فاتيته فقال: اعلم انا كنا خمسين نفرا ممن سار مع راس الحسين عليه السلام الي الشام، فكنا اذا امسينا وضعنا الراس في تابوت و شربنا الخمر حول التابوت، فشرب اصحابي ليله حتي سكروا و لم اشرب معهم، فلما جن الليل سمعت رعدا و برقا فاذا ابواب السماء قد فتحت فنزل آدم و نوح و ابراهيم واسماعيل و اسحاق و نبينا محمد صلي الله عليه و عليهم اجمعين، و معهم جبرئيل و خلق من الملائكه، فدنا جبرئيل مع التابوت و اخرج الراس و ضمه الي نفسه و قبله، ثم كذلك فعل الانبياء عليهم السلام، و بكي النبي (ص) علي راس الحسين و عزاه الانبياء، و قال له جبرئيل: يا محمد ان الله تبارك و تعالي امرني ان اطيعك في امتك، فان امرتني زلزلت بهم الارض و جعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط. فقال النبي صلي الله عليه و آله: لا يا جبرئيل فان لهم معي موقفا بين يدي الله يوم القيامه. ثم جائت الملائكه نحونا ليقتلونا، فقلت: الامان الامان يا رسول الله، فقال: اذهب فلا غفر الله لك.

و رايت [10] في تذييل محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد في ترجمه علي بن


نصر الشبوكي باسناده زياده في هذا الحديث ما هذا لفظه، قال: لما قتل الحسين ابن علي عليه السلام و حملوا براسه و جعلوا يشربون و يجي ء بعضهم بعضا بالراس، فخرجت يد و كتبت بقلم الحديد علي الحائط: اترجو امه- الي اخره. قال: فلما سمعوا ذلك تركوا الراس و هزموا. انتهي. و مثله في البحار و الكامل للجزري و الخرائج و المنتخب و روضه الاحباب باختلاف يسير.

و في البحار [11] عن الخرائج قال: فلما نزلوا و شربوا الخمر حول الراس اذ خرجت يد و كتبت بقلم حديد علي حيطان الدير:



اترجو امه قتلت حسينا

شفاعه جده يوم الحساب



فجزعوا جزعا شديدا و اهوي بعض الي الكف لياخذه فغاب الكف، ثم عادوا و اشتغلوا بالطعام فاذا بالكف قد خرج و كتب:



فلا و الله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامه في العذاب



ثم هربوا و اهوي بعضهم لياخذ الكف فغاب، ثم رجعوا فاذا بالكف عاد و كتب:



و قد قتل الحسين بحكم جور

و خالف حكمهم حكم الكتاب



ثم غاب. انتهي.

و في كتاب ابن بطه و دلائل النبوه عن ابي بكر البيهقي و امالي النيسابوري مثل ما ذكرناه باختلاف يسير.

(بيان):

يظهر من روايه الشيخ ابن نما في مثير الاحزان من قول الرجل: فنزلنا اول مرحله رحلنا من كربلا علي دير نصاري، ان القوم ساروا بالرووس من طريق


كربلا و الموصل كما يظهر ذلك من جمله التواريخ، لا من طريق القادسيه الي الشام، و يظهر انهم نزلوا اول مرحله بكربلا ثم منه الي الدير و منه الي الموصل و نزلوا في كربلا في جنب الباب الذي يسمونه في زماننا بباب السدر من صحن مولانا ابي عبدالله الحسين عليه السلام و هناك مسجد يسمي بمسجد الراس، و انا كلما تصفحنا عن وجه تسميه هذا بمسجد الراس لم نجد له وجها و مناسبه. و الذي يظهر من نزولهم في كربلا انهم وضعوا الراس هناك فسمي بمسجد الراس.

و يويد ذلك ما في المناقب [12] قال: و من مناقب الحسين عليه السلام ما نجد من المشاهد الذي يقال لها مشهد الراس من كربلا الي عسقلان...

و ما يقال ان شمر عليه اللعنه وضع الراس هناك يوم قتل فيه الحسين. فكلام لا مستند له.

و يويد ما ذكرنا ما في كامل البهائي قال:ان حاملي الراس لما خرجوا من الكوفه اخذوا من غير الطريق المعروف، و تركوا الطريق المعروف خوفا من قبائل العرب ان يخرجوا عليهم و ياخذوا الراس منهم.

(و منها) ما في روضه الاحباب للشيخ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي النيسابوري- فما في نفس المهموم عن روضه الشهداء لعله سهو، اذ ليس في روضه الشهداء للفتال النيسابوري [13] ذكر من ذلك، و لعله وجد في روضه الشهداء للكاشفي.

قال في روضه الاحباب: فلما قرب القوم من الموصل و ارادوا ان يدخلوها ارسلوا الي عاملها و كتب شمر اليه ان يهيي ء لهم الزاد و العلوفه و ان يزين لهم البلد،


و كتب اليه: ان معنا راس الخارجي الحسين بن علي بن ابي طالب، جمع العامل اهل البلد و قرا عليهم الكتاب. و في روايه اجتمع اربعه الاف من اهل الموصل ان يقاتلوا مع القوم و ياخذوا راس الحسين عليه السلام و ان يقتلوا عاملهم و قالوا: تبا لقوم كفروا بعد ايمانهم، اضلاله بعد هدي ام شك بعد يقين؟ فكتب العامل الي شمر يستدعي منه ان لا يدخلوا البلده بل ينزلوا خارجها، و كتب: ان اكثر هذه البلده من شيعه الحسين و اخاف عليكم الفتنه. فهيا لهم ما ارادوا من الزاد و العلوفه، فنزلوا خارج البلد عل فرسخ.

قال الشيخ جمال الدين: و وضعوا الراس الشريف علي صخره، فقطرت عليها قطره دم من الراس الشريف، فصار الدم ينبع و يغلي كل سنه في يوم عاشورا، و كان الناس يجتمعون عندها من الاطراف و يقيمون مراسم العزاء و الماتم في كل يوم عاشورا.قال: و بقي هذا الي ايام عبدالملك بن مروان، فامر بنقل الحجر، فلم ير بعد ذلك منه اثر، و بنوا علي ذلك المقام قبه سموها «مشهد النقطه».

و لا غرو في ذلك بعد ما راينا و نري حتي اليوم يقطر الدم من شجره عظيمه تكون في قريه يقال لها «زراباد» بينها و بين قزوين سته فراسخ في شمال قزوين، و تحت الشجره قبر من قبور اولاد الائمه يقال له علي اصغر و هو بحيث ان احد حيطان القبر ضلع الشجره، و قد رايته و تشرفت بزيارته مرارا، و يجتمع عنده الناس من القريب و البعيد في ايام عاشورا و يقيمون العزاء و الماتم، و العمده مقصودهم رويه خروج الدم و اخذه، و عند كل ساقه من ساقه الشجره شخص بيده القطن ينتظر خروج الدم لياخذه، و ليس لخروجه وقت معين، بل من غروب يوم تاسوعا الي عصر يوم عاشوراء، و الغالب من خروجه قريب السحر و قريب


الفجر و الناس ينتظرون فبينماهم كذلك اذ ينكسر غصن من اغصانه- نظير ان يضرب انسان بسكين حاد ضربه واحده من غير اعوجاج في الكسر- فاذا يخرج الدم كهيئه الفصد، فياخذون الدم علي القطنه.

و اعجب من ذلك اني رايت الدم علي القطنه و كنت كل يوم انظر فيه و اتبرك به الي يوم الاربعين، و هو يوم العشرين من صفر، فلما كشفت عن القطنه يوم الاربعين فاذا هي مبيضه ليس بها اثر الدم. و هذا من المشاهدات المتواترات، فمن اراد ان يطلع عليه و يشاهده فالشجره موجوده، فعليه بالسفر اليها.

و من عجائب امره ايضا ان الساقه التي ذلك الغصن فيها تنبت في تلك السنه الي اصل الشجره.

(و منها) ما ذكره في القمقام و مقتل ابي مخنف المطبوع [14] و غيرهما: و جعلوا يسيرون الي عين الورده، و اتوا الي قريب دعوات، و كتبوا الي صاحبه ان بتلقاهم لان معهم راس الحسين، فلما قرا الكتاب (و ضربوا البوقات) خرج اليهم فلتقاهم، فشهروا الراس و ادخلوا من باب الاربعين و نصبوه في الرحبه من زوال الشمس الي العضر، و اهلها طائفه يبكون و طائفه يضحكون. قال: و تلك الرحبه التي نصب فيها راس الحسين عليه السلام لا يجتاز فيها احد و له حاجه الا و تقضي حاجته.

(و منها) قضيه الراهب و اسلامه، ذكرها المخالف و الموافق باختلاف يسير.

قال السبط في التذكره: فنزلوا بعض المنازل، و في ذلك المنزل دير فيه راهب، فاخرجوا الراس علي عادتهم و وضعوه علي الرمح و حرسه الحرسي علي عادته و اسندوا الرمح الي الدير، فلما كان من نصف الليل راي الراهب نورا من مكان الراس الي عنان السماء، فاشرف علي القوم و قال: من انتم؟ قالوا: نحن اصحاب


ابن زياد. قال: و هذا راس من؟ قالوا: راس الحسين بن علي بن ابي طالب ابن فاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و آله. قال: نبيكم؟ قالوا: نعم. قال: بئس القوم انتم، لو كان للمسيح ولد لاسكناه احداقنا. ثم قال: و هل لكم في شي ء؟ قالوا: و ماهي. قال: عندي عشره الاف دينار تاخذونها و تعطون الراس يكون عندي تمام الليله و اذا رحلتم تاخذونه. قالوا: و ما يضرنا، فناولوه الراس و ناولهم الدنانير، فاخذه الراهب فغسله و طيبه و تركه علي فخذه و قبله يبكي الليل كله، فلما اسفر الصبح قال: يا راس لا املك الا نفسي و انا اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان جدك محمد رسول الله و اشهد الله انني مولاك و عبدك. ثم خرج من الدير و ما فيه و صار يخدم اهل البيت.

قال السبط: قال ابن هشام في السيره: انهم اخذوا الراس و ساروا، فلما قربوا دمشق قال بعضهم لبعض: تعالوا نقسم الدنانير لئلا يراها يزيد فياخذها منا، فاخذوا الاكياس و فتحوها و اذا الدنانير قد تحولت خزفا، و علي احد جانب الدنيار مكتوب (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) [15] و علي الجانب الاخر (و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) [16] فرموها في بر واد. انتهي.

و في البحار [17] عن النطنزي في الخصائص قال: لما جاوا براس الحسين عليه السلام و نزلوا منزلا يقال له قنسرين اطلع راهب من صومعته الي الراس، فراي نورا ساطعا يخرج من فيه و يصعد الي السماء، فاتاهم بعشره الاف درهم و اخذ الراس و ادخله في صومعته، فسمع صوتا و لم ير شخصا قال: طوبي لك لمن عرف حرمته، فرفع الراهب راسه و قال: يا رب بحق عيسي تامر هذا الراس يتكلم


معي. فتكلم الراس و قال: يا راهب اي شي ء تريد؟ قال: من انت؟ قال: انا ابن محمد المصطفي، و انا ابن علي المرتضي، و انا ابن فاطمه الزهرا، و انا المقتول بكربلاء انا المظلوم، انا العطشان، فسكت، فوضع الراهب وجهه علي وجهه و قال: لا ارفع وجهي عن وجهك حتي تقول انا شفيعك يوم القيامه. فتكلم الراس و قال: ارجع الي دين جدي محمد صلي الله عليه و آله. فقال الراهب: اشهد ان لا اله الا الله، و اشهد ان محمدا رسول الله، فقبل له الشفاعه. فلما اصبحوا اخذوا منه الراس و الدارهم، فلما فتحوا الواهي فاذا الدراهم قد صارت حجاره. انتهي.

قال ابن حجر في الصواعق [18] بعد ذكر الحديث كما مر: ثم اسلم لانه راي نورا ساطعا من الراس الي السماء.

و ذكر في الخرائج [19] هذا الخبر مع زيادات تركناها، و فيه: ان رئيس القوم عمر بن سعد. و بذلك صرح في كامل البهائي.

(و منها) ما في كامل البهائي [20] قال: فلما وصلوا الي نصيبين و كان عامله منصور بن الياس فامر بتزيين البلد فزينوها احسن زينه، فارادوا الدخول الي البلد لم يطع الفرس الذي كان معه راس الحسين راكبه، فبدله بفرس اخر فلم يطعه و هكذا، فاذا بالراس الشريف قد سقط علي الارض، و كان هناك رجل موصلي اسمه ابراهيم الموصلي، فاخذ الراس و نظر اليه فعرف انه راس الحسين عليه السلام، فوبخهم و لا مهم، فقتله اهل الشام ثم جعلوا الراس خارج البلد و لم يدخلوه. انتهي.


(و منها) قصه يحيي الحراني كما في روضه الحباب، قال: فلما ارتحلوا عن دير الراهب و وصلوا الي حران [21] كان هناك رجل صابئي يسمي يحيي و كان منزله علي تل عال، فسمع ان في ذلك اليوم ياتون باساري نسوه و صبيان صغارا و كبارا و معهم الرووس علي الرمح، فخرج من منزله وقعد علي جانب الطريق ينظر و يتفرج، فاذا بالجند و العسكر و معهم الطبول و الدفوف، و من ورائهم الرووس كالشموس الطالعه علي الرماح و الاسنه، و من وراء الرووس محامل فيها النسوه و الصبيان في اسر الذل و مهانه الخذلان، و راي من بين الرووس راسا زهريا قمريا تجلي عليه، و حدد النظر فاذا هو شبه المتكلم، ثم حدد النظر الي الرمح و اصغي اليه فاذا هو يقول (و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)، فلما راي منه هذه الايه الكبري ارتعدت فرائصه و تحير و سال من بعضهم: لمن هذا الراس و من السبايا؟ قيل له: هذا راس الحسين بن علي بن ابي طالب، و سال عن امه قيل: امه فاطمه بنت محمد بن عبدالله و هذه الاساري من احفاده و اولاده و اخوته. فبكي يحيي بكاءا عاليا و قال: الحمد لله الذي شرح صدري بنور الاسلام، فان هذه الرزايا و المضائب لا تكون الا للانبياء و اولاد الانبياء، و هذه البليه العظمي و الداهيه الكبري داله علي حقيقتهم و انهم محقون، فقال: اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله حقا. ثم اتي منزله فاخذ ما يمكن من الالبسه و الاطعمه فاتي به للنسوان و الصبيان، فمنعه الجند و العسكر فلم يتمكن الا ان يقاتلهم، فقاتلهم و قتل منهم جمعا فقتلوه، ثم دفنوه في باب الجيران، فسمي بالشهيد الحراني رضوان الله عليه.



پاورقي

[1] تاريخ الطبري 459:5.

[2] تاريخ الطبري 460:5.

[3] الارشاد للمفيد ص 230.

[4] الصواعق المحرقه ص 116.

[5] من بجح بتقديم الجيم علي الحاء: اي يفرحون «م».

[6] مثير الاحزان ص 96.

[7] الظاهر يقصد الخط المسند.

[8] المناقب 69:4.

[9] اللهوف ص 74.

[10] من اللهوف ايضا.

[11] بحارالانوار 185:45.

[12] المناقب لابن‏شهر اشوب 89:4.

[13] الصحيح في اسم کتاب النيسابوري «روضه الواعظين».

[14] مقتل ابي‏مخنف ص 183.

[15] سوره ابراهيم: 42.

[16] سوره الشعراء: 227.

[17] البحار 172:45.

[18] الصواعق المحرقه ص 119.

[19] الخرائج و الجرائح 579:5.

[20] کامل البهائي 292:2.

[21] حران بالحاء المهمله و الراء المشدده قيل هي اول بلده بنيت بعد طوفان نوح عليه‏السلام و بينه و بين الرها منزل و بينه و بين الرقه يومان، و کان هناک منازل الصابئين. (م)