بازگشت

الوقائع الرأس في مجلس عبيدالله بن زياد


قال الشيخ في الارشاد و الدينوري في الاخبار الطوال و السبط في التذكره و الطبري في تاريخه عن ابي مخنف و الجزري في الكامل و السيد في اللهوف و المجلسي في البحار و غيرهم و كلماتهم متقاربه و اللفظ لابي مخنف [1] ، قال: حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال: دعاني عمر بن سعد فسرحني الي اهله لابشرهم بفتح الله عليه و بعافيته، فاقبلت حتي اتيت اهله فاعلمتهم بذلك، ثم اقبلت حتي ادخل فاجد ابن زياد قد جلس للناس و اجد الوفد قد قدموا عليه، فادخلهم و اذن للناس، فدخلت فيمن دخل، فاذا راس الحسين موضوع بين يديه، و اذا هو ينكت بقضيب بين ثناياه ساعه، فلما راه زيد بن ارقم لا ينجم عن نكته بالقضيب، قال له: اعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين، فوالذي لا اله غيره لقد رايت شفتي رسول الله صلي الله عليه و آله علي هاتين الشفيتين يقبلهما. ثم انفضخ الشيخ يبكي [2] ، فقال له ابن زياد: ابكي الله عينيك، فوالله لو لا انك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك، قال: فنهض و خرج، فلما خرج سمعت الناس يقولون: و الله لقد قال زيد قولا لو سمعه ابن زياد لقتله. قال: فقلت ما قال؟ قالوا: مر بنا و هو يقول: ملك عبد عبدا


فاتخذهم تلدا [3] ، انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمه و امرتم ابن مرجانه، فهو يقتل خياركم و يستعبد شراركم فرضيتم بالذل، فبعدا لمن رضي بالذل.

و في مثير الاحزان [4] و تذكره السبط: ثم قال زيد بن ارقم: يابن زياد لاحدثنك حديثا هو اغلظ عليك من هذا، رايت رسول الله صلي الله عليه و آله اقعد حسنا علي فخذه اليمني و حسينا علي فخذه اليسري، ثم وضع يده علي يافوخيهما [5] ثم قال: اللهم اني استودعك اياهما و صالح المومنين، فكيف كانت و ديعه رسول الله عندك يابن زياد. قال السبط في التذكره: و قال هشام بن محمد: لما وضع الراس بين يدي ابن زياد قال له كاهنه: قم فضع قدمك علي فم عدوك، فقام فوضع قدمه علي فيه، ثم قال لزيد بن ارقم: كيف تري؟ فقال: و الله لقد رايت رسول الله صلي الله عليه و آله واضعا فيه حيث وضعت قدمك. ثم قال السبط: و قيل ان هذه الواقعه جرت ليزيد بن معاويه مع زيد بن ارقم.

و ذكرابن جرير: ان الذي كان حاضرا عند يزيد ابوبرده الاسلمي.

و في تذكره السبط قال: و في افراد البخاري عن ابن سيرين قال: لما وضع راس الحسين بين يدي ابن زياد جعل في طست و جعل يضرب ثناياه بقضيب و قال: في حسنه شيبا (و في روايه قال: لقد اسرع اليك الشيب يا اباعبدالله، ثم قال: يوم بيوم بدر) قال: و كان عنده انس بن مالك. فبكي و قال: كان اشبههم برسول الله


صلي الله عليه و آله، و كان مخضوبا بالوسمه. و روي انه كان مخضوبا بالسواد. و قال الشيخ ابن نما [6] : و رويت ان انس بن مالك قال: شهدت عبيدالله بن زياد و هو ينكت بقضيب علي لسان [7] الحسين و يقول: انه كان حسن الثغر. فقلت: ام و الله لاسوءنك، لقد رايت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل موضع قضيبك من فيه.

و قال الشيخ: و عن سعد بن معاذ و عمر بن سهل انهما حضرا عبيدالله يضرب بقضيبه انف الحسين و عينيه و يطعن في فمه.

و في الارشاد [8] : و امر باحضار الراس فاحضر بين يديه، فجعل بنظر اليه و يتبسم و بيده قضيب يضرب به ثناياه...

وقال ابن حجر في الصواعق [9] : و لما حمل راسه الي ابن زياد جعله في طست و جعل يضرب ثناياه بقضيب و يقول به في انفه و يقول: ما رايت مثل هذا حسنا، انه كان لحسن الثغر. و كان عنده انس فبكي و قال: كان اشبهم برسول الله صلي الله عليه و آله- رواه الترمذي و غيره. و روي ابن ابي الدنيا: انه كان عنده زيد بن ارقم فقال له. الي ان قال: و قد انتقم الله من ابن زياد هذا، فقد صح عند الترمذي انه لما جي ء براسه و نصب في المسجد مع رووس اصحابه جائت حيه فتخللت الرووس حتي دخلت في منخره، فمكثت هنيئه ثم خرجت، ثم جاءت ففعلت ذلك مرتين او ثلاثا، و كان نصبها في محل نصبه لراس الحسين.

و قال ابن حجر ايضا في شرح الهمزيه: ان ابن زياد ضرب بالقضيب ثنايا الحسين.


و في كتاب الحسين: روي عبدالله بن محمد الشبراوي في الاتحاف عن ابن تيميه: ان ابن زياد ضرب بقضيبه ثنايا الحسين.

و بالجمله اتفق الفريقان علي فعل ابن زياد هذا، كما اتفقوا ايضا علي فعل يزيد، و سياتي في محله انكار بعض فعل يزيد مع رده. فانتظر.

قال ابن حجر في الصواعق: و اخرج الثعلبي و ابونعيم انه لما جي ء براس الحسين الي دار ابن زياد سالت حيطانه دما.

و جعل هذا ابن كثير في البدايه و النهايه- و تبعه علي جلال الحسيني في كتاب الحسين- من الموضوعات التي وضعها غلات الشيعه مع نقل ذلك عن ابن حجر و الثعلبي و ابي نعيم، و قد مر و سياتي ايضا رده باحسن وجه.

و في ترجمه تاريخ الاعثم الكوفي قال: لما وضع راس الحسين عند ابن زياد اخذه بيده و جعل ينظر الي وجهه و شعره، فاذا ارتعش اللعين ارتعاشا شديدا، فوضع الراس علي فخذه، فسال من حلقه قطره دم علي ثيابه، فجاوز الدم عن ثيابه و فخذه فصار في موضعه جرحا متعفنا كلما عالجوه لم ينفع، فلا جرم كان ياخذ معه المسك لئلا تظهر منه ريح الجرح، الي ان قتل لعنه الله. و مثله في حبيب السير.

و في تذكره السبط: و عن اليافعي عن عبدالله بن عمر الوراق في كتاب المقتل، من الفجائع المولمه اعرضنا عن ذكرها من اراد فليراجع. و ستاتي قضيه الرباب مع الراس في ترجمتها انشاءالله تعالي.

و قال السبط في التذكره: ثم ان ابن زياد نصب الرووس كلها بالكوفه علي الخشب، و كانت زياده علي سبعين راسا، و هي اول رووس نصبت في الاسلام بعد راس مسلم بن عقيل بالكوفه.


و قال الطبري [10] : قال ابومخنف: ثم ان ابن زياد نصب راس الحسين بالكوفه، فجعل يدار به في الكوفه.

و في الارشاد [11] : و لما اصبح عبيدالله بن زياد بعث براس الحسين عليه السلام فدير به في سكك الكوفه كلها و قبائلها. و في كامل البهائي مثله.

و في الارشاد: و في جمله من الكتب المعتبره عن زيد بن ارقم قال: مر به علي و هو علي رمح و انا في غرفه لي، فلما حاذاني سمعته يقرا (ام حسبت ان اصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [12] فقف [13] و الله شعري، و ناديت: راسك و الله يابن رسول الله و امرك اعجب و اعجب.

و عن ابن شهر اشوب [14] قال: و روي ابومخنف عن الشعبي: انه صلب راس الحسين بالصيارف في الكوفه، فسمع الراس و هو يقرا (انهم فتيه آمنوا بربهم وزدناهم هدي) [15] ، فلم يزدهم ذلك الا ضلالا، و في اثر: انهم لما صلبوا راسه علي الشجره سمع منه (و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) [16]

و من شرح الشافيه و تظلم الزهراء عن ابن وكيده قال: سمعت قراءه القرآن و وقع في قلبي ان هذا صوت الحسين عليه السلام و هو القاري ء، و كنت افكر في ذلك اذا سمعت الراس قال لي: يابن وكيده اما علمت انا معشر الائمه احياء عند ربنا. فقلت في نفسي و عزمت ان اخذ الراس و اخفيه، فنادي: يابن وكيده ليس


لك الي ذلك سبيل، سفكهم دمي اعظم عند الله من تسييرهم اياي (فذرهم فسوف يعلمون- اذ الاغلال في اعناقهم و السلاسل يسحبون). [17]

و في بعض المقاتل: ان حامل راسه الذي يدير به في سكك الكوفه كان عمر بن جابر المخزومي.

قال الاسفرايني: قال الراوي: فلما ان طافوا بالراس جميع الكوفه سلموه الي عمر المخزومي و امر ان يحشوه مسكا كافورا ففعل ذلك، فما اتم فعله حتي يبست يداه و وقعت بها الاكله و انهرت.

و في روضه الواعظين و غيره: ان ابن زياد بعث البشائر الي النواحي بقتل الحسين عليه السلام.

و سياتي في محله ما جري في مجلس اللعين ابن زياد و مكالمته مع زينب سلام الله عليها و مع زين العابدين عليه السلام. كما سيذكر في ترجمه العباس عليه السلام ما يناسب هذا المقام.

و في ينابيع الموده [18] قال: اتي بالرووس الي الكوفه، اذ فارس من احسن الناس وجها قد علق في لبيب فرسه راس العباس بن علي، فصار وجهه اشد سوادا من القار. و في بعض الكتب انه حرمله بن كاهل.

هذا ما وصل الينا من الكتب المعتبره، و اما تعليق راس الحسين عليه السلام في عنق الفرس- و ان ذكره بعض ارباب المقاتل- لكنه لم ار له من الكتب المعتبره سندا يعتمد عليه.

كما ان في جمله من مولفات المتاخرين و المشهور في السنه المعاصرين وضع


الخولي راس الحسين عليه السلام في التنور، و لم ار في الكتب المعتبره و التواريخ المعتمده ذلك الا ان المنقول عن التبر المذاب قال: لما حمل شمر راس الحسين جعله في مخلاه فرسه و ذهب الي منزله فوضعه علي التراب و جعل عليه اجانه- الي آخر ما ذكر، و هذا كما تري. فتدبر.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 456:5.

[2] انفضخ يبکي: بکي شديدا، من الفضخ بمعني الکسر.

[3] اي اتخذهم مالا يتصرف فيهم کما يشاء.

[4] مثير الاحزان ص 92 مع بعض الاختلاف في الالفاظ.

[5] الياقوخ: الموضع الذي يتحرک من راس الطفل، و هو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمتها و اعلاها لا يلبث ان تلتقي فيه العظام.

[6] مثير الاحزان ص 91.

[7] في بعض النسخ «علي اسنان» و هو الانسب.

[8] الارشاد للمفيد ص 227.

[9] الصواعق المحرقه ص 118.

[10] تاريخ الطبري 457:5.

[11] الارشاد للمفيد ص 229.

[12] سوره الکهف:9.

[13] قف الشعر: قام لشده الفزع.

[14] المناقب لابن‏شهر اشوب 68:4 مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ.

[15] سوره الکهف: 13.

[16] سوره الشعراء: 227.

[17] سوره غافر: 17 -16.

[18] ينابيع الموده ص 33.