بازگشت

ما جري علي الرأس الشريف من كربلا الي الكوفة


و فيه مقصدان:

المقصد الاول: فيما جري علي الراس الشريف من كربلا الي الكوفه، و من الكوفه الي الشام، و في الشام الي ان دفن، يذكر في طي فصول.

المقصد الثاني: في مدفنه و الاقوال فيه و المختار من الاقوال.

الفصل الاول من المقصد الاول

فيما جري علي الراس الشريف من كربلا الي الكوفه

قال الطبري [1] : و ما هو الا ان قتل الحسين فسرح براسه من يومه ذلك مع خولي بن يزيد الاصبحي و حميد بن مسلم الازدي الي عبيدالله بن زياد.

قال السبط في التذكره: قال هشام بن محمد و الواقدي و ابن اسحاق: ثم بعث عمر بن سعد الي ابن زياد براس الحسين مع خولي بن يزيد الاصبحي.

و قال الدينوري [2] : و بعث عمر بن سعد براس الحسين من ساعته الي عبيدالله ابن زياد مع خولي بن يزيد الاصبحي.

و قال الشيخ ابن نما [3] : ثم سرح ابن سعد براس الحسين مع خولي بن يزيد


الاصبحي و حميد بن مسلم الازدي الي عبيدالله بن زياد.

و قال ابوالفرج [4] : و حمل خولي بن زيد راسه الي عبيدالله بن زياد.

الي غير ذلك مما قاله المحدثون و المورخون، حتي صرحوا بان حامل الراس الشريف الي ابن زياد خولي بن يزيد الاصبحي.

و في روضه الواعظين: ان حامل راسه سنان بن انس، قال: فاقبل سنان لعنه الله حتي ادخل راس الحسين عليه السلام الي ابن زياد و هو يقول [5] :



املا ركابي فضه و ذهبا

انا قتلنا الملك المحجبا



قتلت خير الناس اما و ابا

و خيرهم ان ينسبون النسبا



قال ابن زياد: ويحك اذ علمت انه خير الناس ابا و اما فلم قتلته اذا، فامر بقتله و ضرب عنقه و عجل الله بروحه الي النار.

و فيه: ان سنانا هذا اخذه المختار و قتله اشد قتله كما في المختاريات.

و في مطالب السوول لمحمد بن طلحه الشافعي و عن كشف الغمه: ان حامل الراس لكان بشر بن مالك، فلما وضع الراس عند عبيدالله بن زياد قال: املا ركابي- الي آخر ما مر [6]

و قال المسعودي مروج الذهب [7] : و كان الذي تولي قتله رجل من مذحج، و احتز راسه و انطلق به الي ابن زياد لعنه الله و هو يرتجز و يقول: املا ركابي- الي آخر ما مر.

و هذا ضعيف جدا لما مر في قاتله عليه السلام، و الاصح هو ما عليه المشهور


بل الجمهور ان حامل راسه هو خولي بن يزيد الاصبحي.

قال الشيخ ابن نما [8] في مثير الحازن و مثله في الطبري و اللفظ للشيخ: فلما قارب خولي و حميد بن مسلم الكوفه [9] كان عبيدالله بن زياد بالنخيله و هي العباسيه و دخل ليلا. و رويت ان النوار ابنه مالك زوجه خولي بن يزيد الاصبحي قالت: اقبل خولي براس الحسين و دخل البيت فوضعه تحت اجانه و آوي الي فراشه، فقلت: ما الخبر؟ فقال: جئتك بغناء الدهر براس الحسين. قلت: ويحك جاء الناس بالذهب و الفضه و جئت براس الحسن ابن رسول الله صلي الله عليه و آله، و الله لا جمع راسي و راسك ستر ابدا، و وثبت من الفراش و جلست عند الاجانه، فوالله ما زلت انظر الي نور مثل العمود يسطع من السماء الي الاجانه، و رايت طيورا بيضاء ترفرف حولها.

و مثله في الطبري [10] باختلاف يسير، قال: فاقبل به خولي فاراد القصر فوجد باب القصر مغلقا، فاتي منزله فوضعه تحت اجانه في منزله، و له امراتان امراه من بني اسد و الاخري من الحضرميين يقال لها النوار بنت مالك بن عقرب، و كانت تلك الليله ليله الحضرميه. قال هشام: حدثني ابي عن النوار بنت مالك- الي آخر ما مر.

قالوا: فلما اصبح خولي غدا بالراس الي ابن زياد.

و اما رووس سائر الشهداء رضوان الله عليهم، فالذي صرح به السبط في التذكره و تبه جمع انه بعثهم ابن سعد مع راس الحسين. قال: ثم بعث ابن سعد الي


ابن زياد براس الحسين و راس اصحابه. الي ان قال: و حمل مع راس الحسين اثنان و تسعون راسا.

و في كتاب الحسين: و قال ابن كثير: لما سرح عمر براس الحسين عليه السلام من يومه الي ابن زياد كان معه رووس اصحابه.

و المشهور عند المحدثين و المورخين انه بعث رووس الاصحاب في صبيحه يوم الحادي عشر بعدما ارسل راس الحسين عليه السلام من يومه مع خولي بن يزيد.

قال الطبري [11] قال ابومخنف: و قطف [12] رووس الباقين، فسرح باثنين و سبعين راسا مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الاشعث و عمرو بن الحجاج و عزره بن قيس، فاقبلوا حتي قدموا بها علي ابن زياد. و في اللهوف و البحار مثله.

و قال ابواسحاق الاسفرايني: و ارتحل العسكر الي الكوفه، و معهم ثمانيه عشر راسا علويات. قطعوهم وقت قطع راس الحسين، و هم اخوته و اولاده و بنو عمه، و شالوهم علي اطراف الرماح.

و قال الدينوري في الاخبار الطوال: ثم آذن عمر بن سعد بالرحيل- و كان الموذن حميد بن بكير الاحمري علي ما في الطبري- قال الدينوري: و حملت الرووس علي اطراف الرماح، و كانت اثنين و سبعين راسا، جاءت هوازن منها باثنين و عشرين راسا، و جاءت تميم بسبعه عشر راسا مع الحصين بن نمير، و جائت كنده بثلاثه عشر راسا مع قيس بن الاشعث، و جاءت بنو اسد بسته رووس مع هلال الاعور، و جاءت الازد بخمسه رووس مع عيهمه بن زهير،


و جاءت ثقيف باثني عشر راسا مع الوليد بن عمر. انتهي. و في روضه الصفا و عن و المناقب مثله باختلاف يسير.

و في زبده الفكره في تاريخ الهجره للامير بيبرس ركن الدين المنصوري المصري قال: و بعث براس الحسين و اصحابه الي ابن زياد، فجاءت كنده بثلاثين راسا و صاحبهم قيس بن الاشعث، و جاءت هوازن بعشرين راسا و صاحبهم شمر، و جاءت بنو تميم بسبعه عشر راسا و بنو اسد بسته و مذحج بسبعه.

و في اللهوف [13] : و روي ان رووس اصحاب الحسين عليه كانت ثمانيه و سبعين راسا، فاقتسمتها القبائل لتتقرب بذلك الي عبيدالله بن زياد و الي يزيد بن معاويه، فجاءت بنو تميم بسبعه عشر راسا- الي آخر ما مر باختلاف يسير، و لا يهمنا هذا الاختلاف.

نعم، الظاهر المصرح به في جمله من كلماتهم ان الرووس حملت في اليوم الحادي عشر و وصلت الي الكوفه قبل وصول السبايا.

قال الدينوري [14] : و كانت الرووس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن امام عمر ابن سعد.

و امر ابن زياد ان تتصب الرووس علي الرماح مع راس الحسين عليه السلام، و استقبلوا بالرووس السبايا و الحدوا عمر بن سعد ففعلوا ذلك.

و ذكر جماعه ان الرووس حملت مع السبايا، و امر ابن زياد بحمل راس الحسين عليه السلام علي الرمح، و استقبلوا به الرووس و السبايا. و سنذكر في ترجمه زينب بنت علي عليه السلام ما يناسب المقام.


قال في كشف الغمه عن عاصم عن زر قال: اول راس حمل علي رمح في الاسلام راس الحسين بن علي عليهماالسلام، فلم ار باكيا او باكيه اكثر من ذلك اليوم.

و قال الجزري [15] : اول راس حمل علي رمح في السلام علي خشبه راسه عليه السلام علي قول و الصحيح ان اول راس حمل في الاسلام راس عمرو بن الحمق الخزاعي رضوان الله عليه.

و في المرسله المرويه في البحار [16] عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد لاصلاح دار الاماره. الي ان قال: فبينما انا واقف و الناس يتوقعون وصول السبايا و الرووس اذ اقبلت نحو اربعين شقه. الي ان قال: ثم ان ام كلثوم اطلعت راسها مع المحمل و قالت لهم: صه يا اهل الكوفه... فبينما هي تخاطبهم اذا بضجه قد ارتفعت، فاذاهم اتوا بالرووس يقدمهم راس الحسين عليه السلام، و هو راس زهري قمري اشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه و آله، و لحيته كسواد السبج [17] قد اتصل بها الخضاب، و وجهه كانه داره قمر طالع، و الريح تلعب بها يمينا و شمالا- الي آخره.

و في ترجمه تاريخ فتوح الاعثم الكوفي [18] قال: فلما قربوا الكوفه امر ابن زياد ان يستقبلهم براس الحسين و سائر الرووس، فحملوا الراس الشريف و بقيه الرووس علي الرماح، و سلكوا بها امام القوم حتي وردوا الكوفه، ثم طافوا بالرووس في السكك و الاسواق.



پاورقي

[1] تاريخ الطبري 455:5.

[2] الاخبار الطوال ص 259.

[3] مثير الاحزان ص 84.

[4] مقاتل الطالبين ص 118.

[5] روضه الواعظين ص 190، و ذکر في تاريخ الطبري 454:5 ان هذين البيتين قيلا بمحضر عمر بن سعد.

[6] القصه منسوبه في المناقب 123:4 الي سنان.

[7] مروج الذهب 61:3.

[8] مثير الاحزان ص 85.

[9] اللفظ في المصدر «فلما قاربوا الکوفه». و جاء اسم خولي و حميد قبل هذا الکلام بقليل.

[10] تاريخ الطبري 455:5.

[11] تاريخ الطبري 456:5.

[12] قطف من قطفت العنب من بابي ضرب و قتل قطعته-قاله في المجمع. و في مثير الاحزان و اللهوف «نظفت» بدل قطعت، و الجمع ممکن بل هو الظاهر «م».

[13] اللهوف ص 62.

[14] الاخبار الطوال ص 260.

[15] الکامل لابن‏الاثير 83:4.

[16] بحارالانوار 114:45.

[17] السبج: حجر اسود شديد السواد يلمع، معرب «شبه».

[18] لم نجد هذا في الفتوح نفسه.