بازگشت

في رض صدره و جسده الشريف


الذي اتفق عليه العامه و الخاصه محدثوهم و مورخوهم بل كل من تصدي لوقعه الطف ذكر ذلك من غير نكير.

قال الطبري [1] : ثم ان عمر بن سعد نادي في اصحابه: من ينتدب للحسين و يوطئه فرسه. فانتدب عشره منهم اسحق بن حيوه الحضرمي و هو الذي سلب


الحسين قميصه فبرص بعد، و احبش بن مرثد بن علقمه بن سلامه الحضرمي، فاتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتي رضوا ظهره و صدره. فبلغني ان احبش بن مرثد بعد ذلك بزمان اتاه سهم غرب و هو واقف في قتال ففلق قلبه فمات. انتهي.

و في مقاتل الطالبيين [2] قال: و امر ابن زياد ان يوطا صدر الحسين و ظهره و جنبه و وجهه، فاجريت الخيل عليه. انتهي.

و يظهر منه ان ذلك قبل قطع راسه و عليه شواهد. و عن مروج الذهب مثله.

و عن ابي حمزه الزاهد مثله بزياده، قال: انهم عشره و نظرنا في نسبهم كلهم اولاد زنا، و هم اسحاق بن حيوه الحضرمي الذي سلب قميص الحسين عليه السلام، و احبش بن مرثد الذي سلب عمامه الحسين، و الحكيم بن الطفيل قاتل ابي الفضل العباس، و عمرو بن صبيح الصيداوي، و رجاء بن المنقذ العبدي، و سالم بن خيثمه، و صالح بن وهب الجعفيان، و واخط بن ناعم، و هاني ء بن شبيب، و اسيد بن مالك.

و في مثير الاحزان مثله باسمائهم، قال: فوطاته خيولهم حتي رضوه. [3]

و في روضه الواعظين مثله، قال: فانتدب عشره منهم، فداسوا الحسين بخيولهم حتي رضوا ظهره، و عن الارشاد و المناقب لابن شهر اشوب مثله.

و في تذكره السبط: و اوطاوا الخيل صدره و ظهره، و وجدوا في ظهره اشارات سوداء، فسالوا عنها فقيل: كان ينقل عليه السلام الطعام علي ظهره في الليل الي مساكين اهل المدينه.

و في الابيات المنسوبه اليه:




و انا السبط الذي م

ن غير جرم قتلوني



و بجرد الخيل بعد ال

قتل عمدا سحقوني



و في الابيات المنسوبه الي الزهراء سلام الله عليها التي علمتها في المنام لذره النائحه:



ايها العينان فيضا

و استهلا لا تغيضا



و ابكيا بالطف ميتا

ترك الصدر رضيضا



قالوا: و جاء هولاء العشره حتي وقفوا علي ابن زياد، فقال اسيد بن مالك احدهم:



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب [4] شديد الاسر [5] .



فقال ابن زياد: من انتم؟ قالوا: نحن الذين و طانا بخيولنا ظهر الحسين حتي طحنا جناجر صدره و جناجن ظهره، فامر لهم بجائزه يسيره.

و يظهر من كلماتهم انهم عليهم اللعنه داسوا الحسين و اوطاوا الخيل عليه مره بعد مره، مره علي صدره و مره علي ظهره، و يويده روايه ابن الجوزي المذكوره.

قالوا: و هولاء العشره اخذهم المختار فقيد ايديهم و ارجلهم بسكك الحديد و اوطا الخيل علي ظهورهم حتي هلكوا. و قد مر روايه الطبري في الاحبش.

و في كتاب التعجب للشيخ ابي الفتح الكراجكي قال: و هولاء من الخيول التي داست جسد الحسين عليه السلام الي مصر و اجتمعوا عليه و اشتروا نعاله بقيمه غاليه: افتخارا منهم علي ذلك و تقربا ليزيد بن معاويه و بني اميه، و علقوا النعل علي باب دارهم. قال: و الي الان- الذي هو في حدود بضع و اربعمائه- هذا الرسم


في دورهم، يعلقون عليها اشكالا نعليه. انتهي.

و لعل ما نري في بعض البلاد في العراق انهم يعلقون علي باب دارهم نعلا حديدا اخذوه من المصريين و لم يعرفوا لماذا اخذوه.

و بالجمله فالمتتبع يقطع بوقوع هذه الحادثه العجيبه الغريبه من هولاء العشره بامر عمر بن سعد عملا بما كتب اليه فيما كتب ابن زياد: و ان قتلت حسينا فاوطي ء الخيل صدره و ظهره، و اني اعلم انه لا يضره شيئا الا انه قول قلته. و مر مفصلا.

هذا، وقد توقف بعض و انكر بعض آخر وقوع هذه الحادثه، لروايه في الكافي [6] قال: الحسين بن محمد قال: حدثني ابوكريب و ابوسعيد الاشج، قال: حدثنا عبدالله بن ادريس، عن ابيه ادريس بن عبدالله الاودي قال: لما قتل الحسين عليه السلام اراد القوم ان يوطئوه الخيل، فقالت فضه لزينب: يا سيدتي ان سفينه [7] كسر به في البحر فخرج به الي جزيره فاذا هو باسد، فقال: يا اباالحارث [8] انا مولي رسول الله صلي الله عليه و آله، فهمهم بين يديه حتي وقفه علي الطريق، و الاسد رابض في ناحيه [9] ، فدعيني امضي اليه و اعلمه ما هم صانعون غدا. قال: فمضت اليه و قالت: يا اباالحارث، فرفع راسه ثم قالت: اتدري ما يريدون ان يعلموا غدا بابي عبدالله، يريدون ان يوطئو الخيل ظهره. قال: فمشي


حتي وضع يديه علي جسد الحسين، فاقبلت الخيل، فلما نظروا اليه قال لهم عمر بن سعد: فتنه لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا.

و هذه الروايه و ان رواها الشيخ الاجل ثقه الاسلام في الكافي، و هو اوثق كتب الشيعه، الا انها روايه تاريخيه و ليست بحديث مروي عن المصعوم، اذ لم يسنده الي قول امام، فهو من اخبار الاحاد و لا يفيد علما و لا عملا، مع ان ادريس بن عبدالله مجهول.

قال في التنقيح [10] : ادريس بن عبدالله الاودي، و في بعض النسخ الازدي، لم اقف في حال الرجل الا علي عد الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق عليه السلام [11] ، و ظاهره كونه اماميا الا ان حاله مجهول.

و حسين بن احمد مشترك بين جماعه، الظاهر انه حسين بن احمد بن هلال. في التنقيح هكذا وقع في بعض اسانيد اصول الكافي، و قال في مرآه العقول: انه مجهول.

و ابوسعيد ايضا مجهول. و ابوكريب ثقه جليل عين.

و بالجمله هذه الروايه و ان تعد من الاخبار التاريخيه لا تعارض ما قدمنا من نقل الفحول من المحدثين و المورخين بل دعوي الاتفاق علي وقوع الحادثه. مع انه مما يمكن الجمع، بل هو الظاهر من متن الروايه ان ما وقع بامر ابن سعد في عصر عاشورا فبادر عشره من القوم ففعلوا ما يحرق القلوب، لا ينافي عزم القوم و جمع العسكر تقربا لابن زياد و ان يوطئوا جسده الشريف في غد يوم عاشورا كما هو صريح متن الروايه، فلا تعارض بيهما و لا منافاه.


ثم لا يخفي ان هذه الحادثه مختصه بجسده الشريف و لم يشاركه احد من الشهداء، الا عبدالله بن الحسن الذي قتل في حجره علي ما سيذكر في ترجمته، اذ من المعلوم انه لم يبق احد يحمله الي بيت القتلي، فشارك عمه.

كما و سيذكر ايضا في ترجمه القاسم بن الحسن انه شارك عمه و اخاه في ذلك.


پاورقي

[1] تارخي الطبري 454:5.

[2] مقاتل الطالبيين ص 118.

[3] مثير الاحزان ص 78.

[4] اليعبوب: الفرس السريع الطويل.

[5] و في روايه «شديد الحضر».

[6] الکافي 465:1.

[7] سفينه مولي رسول‏الله صلي الله عليه و آله، و قيل مولي ام‏سلمه زوج النبي و هي اعتقته، من مولدي العرب، و اسمه مهران، و قيل رويان، و قيل عبس، و کنيته ابوعبدالرحمن، و قيل هو من ابناء الفرس و اسمه سفينه بن مارقيه، و حکايته و رکوبه في السفينه مشهوره. و سمي سفينه لانه کان مع رسول‏الله صلي الله عليه و آله في سفر و قد حمل شيئا کثيرا، فقال النبي: انت سفينه، فبقي عليه.

اقول: اختلف في اسمه کثيرا. انظر الاصابه 109:3، اسد الغابه 324:2.

[8] ابوالحارث: کنيه الاسد. م

[9] من ربض الغنم، و هو کالجلوس للانسان، و قيل کالاضطجاع- قاله في المجمع. م

[10] تنقيح المقال 105:1.

[11] رجال الطوسي ص 150.