بازگشت

في سلبة الحسين


قالوا: فتسابق القوم الي سلبه عليه السلام.

قال الطبري [1] : قال ابومخنف: و سلب الحسين عليه السلام ما كان عليه، فاخذ سراويله بحر بن كعب التميمي.

و في اللهوف [2] : روي انه صار زمنا مقعدا من رجليه وقته.


و اخذ قميصه اسحاق بن حيوه الحضرمي فلبسه فصار ابرص و سقط شعره وقته.

و اخذ عمامته احبش بن مرثد بن علقمه الحضرمي، و قيل جابر بن يزيد الاودي فاعتم بها فصار معتوها.

و في مثير الاحزان [3] : و اخذ برنسه مالك بن بشير الكندي [4] و كان من خز و اتي امراته فقالت له: اسلب الحسين يدخل بيتي، فاختصما. قيل: لم يزل فقيرا حتي مات.

و في اللهوف و غيره: اخذ درعه البتراء عمر بن سعد. في اللهوف: فلما قتل عمر و هبها المختار لابي عمره قاتله.

و في روايه: له درع آخر اخذه مالك بن النسير الكندي فلبسه فصار مجنونا- قاله الطبري عن ابي مخنف. [5] .

و في اللهوف [6] و غيره: و اخذ قيس بن اشعث قطيفته و كانت من خز، و كان يسمي بعد قيس قطيفه.

و عن الخوارزمي: صار قيس مجذوما، اعرض عنه اهله فطرحوه في مزبله، و اكل لحمه الكلاب قبل ان يموت.

قال الطبري [7] : قال ابومخنف: و اخذ نعليه رجل من بني اود يقال له الاسود. و قال: و اخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم، فوقع بعد ذلك الي اهل حبيب بن


بديل.

و في اللهوف: و اخذ سيفه جميع بن الخلق الاودي، و يقال رجل من بني تميم يقال له الاسود بن حنظله. و في مثير الاحزان: و اخذ سيفه القلانس النهشلي.

و في اللهوف: و هذا السيف المنهوب المشهور ليس بذي الفقار، فان ذلك كان مذخورا و مصونا مع امثاله من ذخائر النبوه و الامامه. قال: و قد نقل الرواه تصديق ما قلنا و صوره ما حكيناه.

و عن ابن شهر اشوب [8] : اخذ قوسه و جمله مما يتعلق به رحيل بن خيثمه الجعفي و هاني ء بن شبيب الحضرمي و جرير بن مسعود الحضرمي ثعلبه بن الاسود الاوسي.

و قال الشيخ بان نما في مثير الاحزان و السيد في اللهوف و المجلسي في البحار بل في جل من المقاتل: و اخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي و قطع اصبعه مع الخاتم. قالوا: و هذا اخذه المختار فقطع يديه و رجليه و تركه يتشحط في دمه حتي مات.

و الظاهر بل المتعين ان هذا الخاتم غير الخاتم الذي هو من ذخائر النبوه، فان ذلك الخاتم جعله روحي له الفداء في اصبع ابنه علي بن الحسين عليه السلام كما رواه الشيخ الصدوق [9] عن محمد بن مسلم قال: سالت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام عن خاتم الحسين بن علي الي من صار، و ذكرت له انه اخذ من اصبعه فيما اخذ. قال: ليس كما قالوا، ان الحسين اوصي الي ابنه علي بن الحسين و جعل خاتمه في اصبعه و فوض اليه امره. و قد مر تمام الحديث في باب وصاياه عليه السلام.


ثم ان الذي يظهر من كلماتهم ان بعض ما ذكر ليس مما سلب عن بدنه عليه السلام، بل فيه المنهوبات من المخيم كالدرع و بعض الاشياء. و احتمال بعضهم انه عليه السلام لبس درعين بعيد جدا، بل في بعض المقاتل انهم تقاسموا سلبه و اخذ كل واحد ما ذكر باختلاف يسير في الاخذ و الماخوذ.

و اما قضيه التكه [10] و قطع اليد في الليل ذكرها في مدينه المعاجز، و فيها غرائب تركناها لعدم مستند صحيح لها و منافاتها لاخبار كثيره. و نقلها في البحار عن بعض كتب اصحابنا من المعاصرين، و من اراد فليرجع اليه.

هذا بالنسبه الي جسده الشريف، و اما سلب سائر الشهداء فلم ار من تعرض لذلك نفيا او اثباتا، فكانهم ارسلوه ارسال المسلمات لرذاله اهل الكوفه و طمعهم في الدنيا، فسلبوا من سائر الشهداء ما يمكن ان يسلب كما فعلوا ذلك برحله و حرمه عليه السلام كما سياتي.

و في الحديث المشهور [11] المروي عن زائده عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لما اصابنا بالطف ما اصابنا و حملنا علي الاقتاب ساروا بنا الي الكوفه، فجعلت انظر اليهم صرعي، الي ان قال: فقالت لي عمتي زينب: ما لي اراك تجود بنفسك يا بقيه جدي و ابي و اخوتي. فقلت: فكيف لا اجزع و اهلع و قد اري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و اهلي مضرجين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين لا يكفنون- الي آخر الحديث.

فقوله عليه السلام «مسلبين» يدل علي سلبهم جميعا.

و في روايه قال عليه السلام: و اما يوم عاشورا يوم اصيب فيه الحسين عليه


السلام و اصحابه حوله صرعي عراه.

و ذكر الشيخ ابن نما: ان الحكيم بن الطفيل الطائي سلب العباس عليه السلام و رماه بسهم. و سياتي في ترجمه الحكيم بن الطفيل انه سلب العباس و اخذ ثوبه و رماه بسهم كما ذكر ذلك في المختاريات.

و في المختاريات كما في البحار: ثم اخذ رجلين اشتركا في دم عبدالرحمن بن عقيل بن ابي طالب و في سلبه كانا في الجبانه [12] فضرب اعناقهما. [13] .


پاورقي

[1] تارخي الطبري 453:5.

[2] اللهوف ص 56.

[3] مثير الاحزان ص 76.

[4] کذا في المصدر، و الصحيح «ابن‏النسير» کما ياتي عن الطبري.

[5] تارخي الطبري 448:5.

[6] اللهوف ص 56.

[7] تارخي الطبري 453:5.

[8] المناقب لابن‏شهر اشوب 120:4.

[9] الامالي للصدوق ص 124.

[10] التکه: رباط السراويل، البحار 60:45.

[11] بحارالانوار 179:45

[12] الجبانه: ما استوي من الارض في ارتفاع و لا شجر فيه. المقبره، الصحراء.

[13] بحارالانوار 374:45.