بازگشت

امهال الحسين و اصحابه ليلة عاشورا


و الذي نذكره هنا انما استخرجناه من الكتب المعتبره و التواريخ المعتمده، و هي امور تختص بليله عاشوراء:

(منها) ان عمر بن سعد امهلهم تلك الليله و رجع الي معسكره و جعل حرسا يحرسون الحسين عليه السلام و اصحابه و يطوفون حول البيوت و الفسطاط و يدورون علي الحسين و اصحابه لئلا يفروا في تلك الليله، و كان رئيسهم عزره بن قيس الاحمسي.

قال ابومخنف [1] : عن عبدالله بن عامر، عن الضحاك المشرقي قالذ: فتمر بنا في تلك الليله خيل لهم تحرسنا، و كان علي الخيل و عزره بن قيس الاحمسي، و ان


حسينا عليه السلام ليقرا (فلا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين- ما كان الله ليذر المومنين علي ما انتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب) [2] ، فسمتها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا، قال: و نحن و رب الكعبه الطيبون ميزنا منكم. قال: فعرفته فقلت لبرير ابن حضير: تدري من هذا؟ قال: لا. قلت: هذا ابوحرب السبيعي عبدالله بن شهر و كان مضحاكا بطالا و كان شريفا شجاعا فاتكا، و كان سعيد بن قيس ربما حبسه في جنايه.

(و منها) الخطبه التي خطبها عليه السلام قرب المساء و قال فيها: و قد نزل بنا من الامر ما ترون- و قد مرت في باب الخطب فراجع.

(و منها) حل البيعه لمن كان معه و مكالمه اصحابه الباقين بعد اذنهم في الانصراف بما يشبه بعضها بعضا. و سنذكر كل ذلك في مكانه.

(و منها) اجازته لمحمد بن بشر حين بلغه ان ولده اسر في ثغر الري فابي عن الانصراف، ذكره جل من المحدثين و المورخين، و سنذكر ذلك في ترجمه.

(و منها) كشف الغطاء عن اصحابه رضي الله عنهم حتي راوا منازلهم.

عن الخرائج مسندا، عن سعد بن عبدالله، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كنت مع ابي- الي ان قال- و قال لهم: انتم في حل من بيعتي. فقالوا: لا و الله لا نفارقك ابدا، و قالوا: الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك. ثم دعا و قال لهم: ارفعوا رووسكم و انظروا، فجعلوا ينظرون الي مواضعهم و منازلهم في الجنه و هو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، و هذا قصرك يا فلان، و هذه درجتك يا فلان.


فكان الرجل ليستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل الي منزله من الجنه [3] .

و عن ابي عماره [4] ، عن ابيه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن اصحاب الحسين و اقدامهم علي الموت. فقال: انهم كشف لهم الغطاء حتي راوا منازلهم من الجنه، فكان الرجل منهم يقدم علي القتل ليبادر الي حوراء يعانقها و الي مكانه من الجنه. [5] .

(و منها) امره عليه السلام بحفيره حفرت حول عسكره شبه الخندق، كما في الصادقي المروي عن امالي الصدوق، و امر فحشيت حطبا.

و في تاريخ الطبري [6] ، عن ابي مخنف، عن الضحاك المشرقي قال: و جعلوا البيوت في ظهورهم، و امر بحطب و قصب كان من وراء البيوت تحرق بالنار مخافه ان ياتوهم من ورائهم. قال: و كان الحسين عليه السلام اتي بقصب و حطب الي مكان من ورائهم منخفض كانه ساقيه، فحفروه في ساعه من الليل فجعلوه كالخندق، ثم القوا فيه ذلك الحطب و القصب و قالوا: اذا عدوا علينا فقاتلونا القينا فيه النار كيلا نوتي من ورائنا و قاتلنا القوم من وجه واحد، ففعلوا و كان لهم نافعا. انتهي.

و قال الدينوري [7] : و امر الحسين اصحابه ان يضموا مضاربهم بعضهم من بعض، و ان يحفروا من وراء البيوت اخدودا، و ان يضرموا فيه حطبا و قصبا كثيرا، لئلا يوتوا من ادبار البيوت فيدخلوها.

و في تاريخ الطبري عن ابي مخنف مثله.


(و منها) في روايه المفيد [8] عن علي بن الحسين في حديث طويل: ثم خرج عليه السلام الي اصحابه، فامرهم ان يقرب بعضهم بيوتهم من بعض، و ان يدخلوا الاطناب بعضها في بعض، و ان يكونوا بين البيوت فيستقبلون القوم من وجه واحد و البيوت من ورائهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم و قد حفت بهم الا الوجه الذي ياتيهم منه عدوهم.

و في بعض الكتب ان بيوتهم و خيمهم و فساطيطهم كانت مائه و سبعين، السبعون للحسين عليه السلام و سائر بني هاشم و المائه الانصار و الاصحاب.

(و منها) ما رواه السيد و غيره قال: فعبر عليهم في تلك الليله من عسكر ابن سعد اثنان و ثلاثون رجلا. [9] و الظاهر ان هولاء غير ما مر.

في كتاب العقد الفريد: انه بعد ما قال الحسين عليه السلام لعمر بن سعد اختر مني ثلاث خصال لم يقبل منه، و كان مع عمر بن سعد اثنان و ثلاثون رجلا فحولوا مع الحسين فقاتلوا و قتلوا [10]

و سياتي ان في بعض الكتب ان هولاء من بني هاشم الذين سكنوا الكوفه.

(و منها) ما في الصادقي المروي في امالي الصدوق في حديث: و ارسل الحسين عليه السلام عليا ابنه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا [11] ليستقوا الماء، و هم علي و جل شديد و اتوا بالماء... ثم قال لاصحابه: قوموا فاشربوا من الماء يكن


آخر زادكم و توضووا و اغتسلوا و اغسلوا ثيابكم لتكن اكفانكم. [12]

(و منها) الطلي بالنوره. في اللهوف و البحار و يظهر من ابن نما [13] ايضا ان ذلك كان في غداه يوم عاشوراء. و هو بعيد جدا، و ابعد منه ان ذلك كان في ليله تاسوعاء، و هو اشتباه في اشتباه. و الاكثر- علي ما صرحوا به- انه كان في ليله عاشوراء، و هو الاصح نقلا و اعتبارا.

قال الطبري [14] : قال ابومخنف: حدثني عمرو بن مره الجملي، عن ابي صالح الحنفي، عن غلام لعبدالرحمن بن عبدربه الانصاري قال: كنت مع مولاي، فلما حضر الناس و اقبلوا الي الحسين امر عليه السلام بفسطاط فضرب، ثم امر بمسك فميث في جفنه عظيمه او صحفه [15] قال: ثم دخل الحسين ذلك الفسطاط فتطلي بالنوره. قال: و مولاي عبدالرحمن بن عبدربه و برير بن خضير الهمداني علي باب الفسطاط تحتك مناكبهما. فازدحما ايهما يطلي علي اثره، فجعل برير يهازل عبدالرحمن، فقال له عبدالرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعه باطل. فقال له برير: و الله لقد علم قومي اني ما احببت الباطل شابا و لا كهلا، و لكن و الله اني لمستبشر بما نحن لاقون، و الله ان بيننا و بين الحور العين الا ان يميل هولاء علينا باسيفاهم، و لوددت انهم قد مالوا علينا باسيافهم. قال: فلما فرغ الحسين دخلنا فاطلينا. الي ان قال الغلام: فلما رايت القوم قد صرعوا افلت و تركتهم. انتهي


اقول: سنذكر في ترجمه حبيب بن مظاهر الاسدي و برير بن خضير و عبدالرحمن ابسط من هذا، و ما ذكره الكشي نقلا عن كتاب مفاخر الكوفه و البصره، فليراجع.و يظهر من الروايه عدم كراهه الطلي بالنوره بالليل و يوم الجمعه، بل و يوم السبت ان قلنا بانه عاشوراء. فتدبر.

و يظهر ايضا جواز طرح المسك و نحوه مما يزيل رائحه النوره و لو كان غالبا، بل استحبابه كما لا يخفي.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 421:5.

[2] سوره ال عمران: 179 -178.

[3] الخرائج و الجرائح 848:2.

[4] في المصدر «ابن عماره».

[5] بحارالانوار 297:44.

[6] تاريخ الطبري 422:5.

[7] الاخبار الطوال ص 256.

[8] الارشاد للمفيد ص 216.

[9] اللهوف ص 40.

[10] العقد الفريد 379:4، و فيه «ثلاثون رجلا».

[11] لعل في الروايه سقطا و انه عليه‏السلام ارسل ابنه مع اخيه العباس و کان ذلک في ليله تاسوعاء، و يمکن تعدد الواقعه کما هو الظاهر من الروايه. و الله اعلم «م».

[12] امالي الصدوق ص 133.

[13] انظر: اللهوف ص 41. بحارالانوار 1:45، مثير الاحزان ص 54.

[14] تاريخ الطبري 422:5.

[15] الميث و الموث من باب ضرب: اختلاط الدواء بالماء بعد لينه و لعمه. و الجفته بفتح الجيم و زياده الهاء: قصعه کبيره. الصحفه بفتح الاول معروف.