بازگشت

شراف


نزل عليه السلام به يوم السبت السادس و العشرين من ذي الحجه.

و هو بفتح اوله و آخره فاء و ثانيه مخفف، و هو ما بين واقصه و القرعاء فيها ثلاثه ابار كبار و قلب كثيره طيبه- قاله في المراصد. [1]

و من شراف الي واقصه ميلا، لم ينزل عليه السلام في واقصه و سار عنها و نزل في شراف لكثره مائها و طيب قلبها.

و واقصه منزل في طريق مكه بعد القرعاء نحو مكه، و قبل العقبه لبني شهاب من طي ء، و يقال لها واقصه الحرون، لان الحرون احاطت بها من كل جانب، و هي دون زباله بمرحلتين. [2]


في العقد الفريد: انه في شراف اتاه عليه السلام خبر مسلم بن عقيل. و لعله اتاه ثانيا او ثالثا.

قال الطبري [3] حدثت عن هشام، عن ابي مخنف قال: حدثني ابوجناب، عن عدي بن حرمله، عن عبدالله بن سليم و المذري بن المشمعل الاسديين قالا: اقبل الحسين عليه السلام حتي نزل شراف، فلما كان في السحر امر فتيانه فاستقوا من الماء و اكثروا، ثم ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتي انتصف النهار.

و كانه عليه السلام اراد المسير من شراف الي القرعاء منزل من منازل الحاج بينه و بين شراف سبعه فراسخ، ثم منه الي المغيثه، و من المغيثه الي القادسيه، و القادسيه اول السواد و اول العراق بعد الحجاز و المغيثه آخر الحجاز، و من القادسيه الي الكوفه مرحلتين عن الطريق الاعظم، و بين القادسيه و عذيب الهجانات اربعه اميال، و بين القادسيه و الكوفه من طريق البر خمسه عشر فرسخا.

قال ابومخنف [4] : حدثني يونس بن ابي اسحاق السبيعي قال: و لما بلغ عبيدالله بن زياد اقبال الحسين من مكه الي الكوفه بعث الحصين بن تميم صاحب شرطه حتي نزل القادسيه و نظم الخيل ما بين القادسيه الي خفان و ما بين القادسيه الي القطقطانيه و الي لعلع.

و اخذ ما بين واقصه الي طريق الشام الي طريق البصره فلا يدعون احدا يلج و لا احدا يخرج، فاقبل الحسين عليه السلام لا يشعر بشي ء حتي لقي الاعراب، فسالهم فقالوا: لا و الله ما ندري: غير انا لا نستطيع ان نلج و لا نخرج [5] . فسار


عليه السلام تلقاء وجهه.

و في روايه: بعث الحصين بن تميم في اربعه الالف منهم الحر بن يزيد الرياحي في زهاء الف. و في روايه انه بعث الحر من الكوفه مع الف فارس.

قال ابومخنف [6] : قال الاسديان: بينما يسير الحسين عليه السلام صدر يومه حتي انتصف النهار، قالا: ثم ان رجلا قال: الله اكبر. فقال الحسين: الله اكبر، ما كبرت؟ قال: رايت النخل. فقال له الاسديان: ان هذا المكان ما راينا به نخله قط. فقال لنا الحسين: ما تريانه راي. قلنا: نراه راي هوادي الخيل. [7] . فقال: و انا و الله اري ذلك. فقال الحسين: اما لنا ملجا نلجا اليه، نجعله في ظهورنا و نستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له: بلي هذا ذو حسم الي جنبك تميل اليه عن يسارك، فان سبقت القوم اليه فهو كما تريد. قالا: فاخذ اليه ذات اليسار. قالا: و ملنا معه، فما كان باسرع من ان طلعت علينا هوادي الخيل، فتبيناها وعدنا، فلما راونا و قد عدلنا عن الطريق عدلوا الينا كان اسنتهم اليعاسيب [8] و كان راياتهم اجنحه الطير، فاستبقنا الي ذي حسم.


پاورقي

[1] مراصد الاطلاع 788:2.

[2] المصدر السابق 1421:3.

[3] تاريخ الطبري 400:5.

[4] المصدر السابق 394:5.

[5] هذه القطعه من روايه حصين في تاريخ الطبري 392:5.

[6] تاريخ الطبري 400:5.

[7] هوادي الخيل: اول ما يطلع منها، متقدماتها.

[8] اليعاسيب جمع يعسوب، و هو ذکر النحل و اميرها، و ماذخو من العسيب: جريده من النخل کشط خوصها.