بازگشت

الصفاح


و هو بكسر الصاد المهمله و الفاء و آخره حاء مهمله، نزل به يوم الجمعه لاحد عشر خلت من ذي الحجه.

قال في معجم البلدان: انه موضع بين حنين و انصاب الحرم علي يسره الداخل


الي مكه من مشاش. قال: و هناك لقي الفرزدق الحسين بن علي عليه السلام [1] .

اقول: اختلفت كلماتهم في موضع ملاقاه الفرزدق بعد اتفاقهم علي الملاقاه.

قال سبط ابن الجوزي في تذكره الخاص: انه لقيه ببستان بين عامر، و قال محمد بن طلحه الشافعي و اعثم الكوفي [2] : انه لقيه في منزل شقوق، و هو علي ما صرح به في المراصد منزل بطريق مكه بعد واقصه من الكوفه [3] ، و قال في اللهوف و البحار [4] : انه لقيه في منزل زباله بعد بلوغ خبر مقتل مسلم اليه، و قال الشيخ و جماعه: لقيه في الحرم [5] ، و قال بعض: انه لقيه قبل خروجه من مكه، و قال بعض المحدثين و المورخين: انه لقيه في ذات عرق، و قال الطبري و جمع كثير [6] : انه لقيه في الصفاح: و قال السيد المعاصر في لواعج الاشجان و سبقه في ذلك بعض آخر: انه لقيه مرتين مره في الصفاح و مره اخري في زباله بعد رجوعه عن الحج [7] : و هذا ينافي ما سياتي من روايه هشام و المختار ما حدثه ابومخنف، لانه اقدم و اضبط.

قال الطبري [8] قال ابومخنف، عن ابي جناب، عن عدي بن حرمله، عن عبدالله بن سليم و المذري قالا: اقبلنا حتي انتهينا الي الصفاح، فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر، فواقف حسينا فقال له: اعطاك الله سولك و املك فيما تحب. فقال له


الحسينن: بين لنا نبا الناس خلفك. فقال له الفرزدق: من الخبير سالت، قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني اميه و القضاء ينزل من السماء و الله يفعل ما يشاء. فقال له الحسين: صدقت لله الامر و الله يفعل ما يشاء و كل يوم ربنا في شان، ان نزل القضا بما نحب فنحمد الله علي نعمائه و هو المستعان علي اداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته و التقوي سريرته. ثم حرك الحسين راحلته فقال: السلام عليك ثم افترقا.

قال الطبري: قال هشام، عوانه بن الحكم، عن لبطه بن الفرزدق بن غالب، عن ابيه قال، حججت بامي، فانا اسوق بعيرها حين دخلت لحرم في ايام الحج و ذلك في سنه ستين، اذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مكه معه اسيافه و تراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي. فاتيته فقلت: بابي انت و امي يابن رسول الله ما اعجلك عن الحج. فقال: لو لم اعجل لاخذت. قال: ثم سالني: ممن انت؟ فقلت له: امرو من العراق. قال: فو الله ما فتشني عن اكثر من ذلك و اكتفي به مني. فقال: اخبرني عن الناس خلفك. قال: فقلت له: القلوب معك و السيوف مع بني اميه و القضاء بيدالله. قال: فقال لي: صدقت. قال فسالته عن اشياء فاخبرني بها من نذور و مناسك. قال: اذا هو ثقيل اللسان من برسام اصابه بالعراق. قال: ثم مضيت فاذا بفسطاط مضروب في الحرم و هيئته حسنه، فاتيته فاذا هو لعبدالله بن عمرو بن العاص، فسالني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي، فقال لي: ويلك فهلا اتبعه، فو الله ليملكن و لا يجوز السلاح فيه و لا في صحابه. قال: فهممت و الله ان الحق به و وقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الانبياء و قتلهم، فصدني ذلك عن اللحاق به، فقدمت علي اهلي بعسفان. قال: فو الله اني لعندهم اذا اقبلت عير قد امتارت من الكوفه، فلما سمعت بهم خرجت في آثارهم


حتي اذا اسمعتهم الصوت و عجلت عن اتيانهم صرخت بهم: الا ما فعل الحسين بن علي. فردوا علي: الا قد قتل. قال: فانصرفت و انا العن عبدالله بن عمرو بن العاص. قال: و كان اهل ذلك الزمان يقولون ذلك الامر وينتظرونه في كل يوم و ليله. و كان عبدالله بن عمرو يقول: لا تبلغ الشجره و لا النخله و لا الصغير حتي يظهر هذا الامر. قال: فقلت له: فما يمنعك ان تبيع الوهط. قال: فقال لي: لعنه الله علي فلان- يعني معاويه- و عليك. فقلت: لا بل عليك لعنه الله. قال: فزادني من اللعن و لم يكن عنده حشمه احد فالقي منهم شرا. قال: فخرجت و هو لا يعرفني.

و الوهط حائط لعبدالله بن عمرو بالطائف. قال: و كان معاويه قد ساوم به عبدالله بن عمرو و اعطاه به مالا كثيرا فابي ان يبيعه بشي ء قال: و اقبل الحسين مغذا لا يلوي علي شي ء حتي نزل ذات عرق. انتهي.

(بيان):

قوله «من الخبير سالت». في روايه «علي الخبير سقطت». قال في القمقام [9] : المثل لمالك بن جبير العامري، و كان من حكماء العرب، و تمثل به الفرزدق للحسين بن علي عليه السلام حين اقبل يريد العراق. الخبير العالم، و الخبر العلم، و سقطت اي عثرت. عبر عن العثور بالسقوط لان عاده العاثر ان يسقط علي ما يعثر عليه [10] .

قوله «تراسه» جمع ترس.

قوله «عسفان» و في المراصد:قريه جامعه علي سته و ثلاين ميلا من مكه،


و هي حد تهامه، و قيل منهله من مناهل الطريق بين الجحفه و مكه [11] .

قوله «مغذا» من اغذ في السير: اي اسرع.

قوله «لا يلوي» اي لا يلتفت.

و سياتي في شرح منزل زباله روايه السيد و البحار مع اجمال من ترجمه الفرزدق.


پاورقي

[1] معجم البلدن 412:3.

[2] الفتوح لابن‏الاعثم 128:2.

[3] مراصد الاطلاع 806:2.

[4] اللهوف ص 31، بحارالانوار 374:44.

[5] الارشاد للمفيد ص 201.

[6] تاريخ الطبري 386:5.

[7] لواعج الطبري ص 87.

[8] تاريخ الطبري 386:5.

[9] القمقام 336:1، و لم نجد فيه شرح المثل.

[10] انظر مجمع الامثال 24:2 فان هذا الشرح ماخوذ منه.

[11] مراصد الاطلاع 940:2.