بازگشت

التنعيم


بفتح التاء المثناه من فوق و سكون النون و كسر العين و ياء ساكنه ثم الميم، موضع بمكه في الحل، و هو بين مكه و سرف علي فرسخين من مكه و قيل علي ابعه- كذا في القمقام [1] .

و في المراصد: موضع بمكه خارج الحرم، و هو ادني الحل اليها، علي طريق المدينه، منه يحرم المكيون بالعمره، به مساجد مبنيه بين سرف و مكه علي فرسخين، و قيل اربعه. و قال: لا خلاف بين الناس انه علي ثلاثه اميال من


مكه [2] .

و في المجمع: موضع قريب من مكه، و هو اقرب الي اطراف الحل الي مكه، و يقال بينه و بين مكه اربعه اميال، و يعرف بمسجد عائشه.

و قد مر ان هناك جاء عبدالله بن عمر الي الحسين فمنعه عن المسير فلم يمتنع. و قد مر ايضا مكاتبه عبدالله بن جعفر و عمرو بن سعيد بن العاص و الي مكه الي الحسين عليه السلام و جوابه علي ذلك.

نقل الطبري [3] عن ابي مخنف عن عقبه بن سمعان: لما خرج الحسين عليه السلام من مكه اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص، عليهم يحيي بن سعيد اخو عمرو بن سعيد.

و في روضه الصفا: ارسل قوادا و معه جيش يمنعونه عن المسير، فقالوا له: انصرف اين تذهب، فابي عليهم و مضي، فتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط، و امتنع الحسين عليه السلام و اصحابه عنهم امتناعا قويا، و مضي الحسين علي وجهه فنادوه: يا حسين الا تتقي الله تخرج عن الجماعه و تفرق بين هذه الامه. فتلي الحسين قول الله عز وجل (لي عملي و لكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بري ء مما تعملون)- [4] .

و قال فيه ايضا: انجر الامر الي الجدال و القتال، فلما بلغ ذلك الي عمرو بن سعيد ارسل الي رسوله بالامتناع من الجدال خوف الفتنه، فرجعوا.

و يظهر من بعضهم ان ذلك كان قبل التنعيم، و هو بعيد جدا.


و يظهر من ابن عبدربه في العقد الفريد انه لما بلغ عمرو بن سعيد ان حسينا خرج فقال: اطلبوه و اركبوا كل بعير بين السماء و الارض فاطلبوه. و قال: فعجب الناس من قوله هذا و طلبوه فلم يدركوه [5] و هذا بعيد.

قال الطبري [6] : قال ابومخنف: قال عقبه بن سمعان: ثم ان الحسين اقبل حتي مر بالتنعيم، فلقي بها عيرا قد اقبل بها من اليمن، بعث بها بحير بن ريسان الحميري الي يزيد بن معاويه و كان عامله علي اليمن، و علي العير الورس و احلل، فاخذها الحسين عليه السلام فانطلق بها، ثم قال لاصحاب الابل: لا اكرهكم من احب منكم ان يمضي معنا الي العراق اوفينا كراءه و احسنا صحبته، و من احب ان يفارقنا من مكاننا هذا اعطيناه من الكراء علي قدر ما قطع من الارض. قال: فمن فارقه منهم حوسب فاوفي حقه، و من مضي منهم معه اعطاه كراءه و كساه.

و في اللهوف [7] : تلقي عليه السلام بالتنعيم عيرا تحمل هديه قد بعث بها بحير ابن ريسان عامل اليمن الي يزيد بن معاويه، فاخذ الهديه لان حكم امورالمسلمين اليه- الي آخر ما مر.

(بيان):

العير قافله الحمير، ثم كثر حتي قيل لكل قافله عير.

الورس صبغ يتخذ منه الحمره للوجه، و هو نبات كالسمسم ليس الا باليمن، يزرع فيبقي عشرين سنه، نافع للكلب و البهق شربا. و في القانون: الورس شي ء احمر قان يشبه سحيق الزعفران.


و الحلل جمع حله بالضم، و في المجمع و غيره: و لا يكون حله الا من ثوبين او ثوب و بطانته.

و في بعض النسخ: بحير بن ريسان كان عامل يزيد علي اليمن و علي الورس و الحلل. و عليه فالورس و الحلل بلدان هناك كما يظهر من المراصد [8] .قوله في اللهوف «لان حكم امور المسلمين اليه». هذا انما يصح علي روايه ابي مخنف الظاهره في ان المحمول الي يزيد من الاموال الخراجيه و الصدقات لا من الهدايا. و اما علي ما صرح به رضوان الله عليه ان العير كانت تحمل هديه و اخذ عليه السلام الهديه، فيحتاج في تطبيقه علي القواعد الي عنايه اكثر، مثل ان يقال: ان بحير بن ريسان كان وكيلا عن يزيد في اخذ الهدايا، فاخذ الهدايا من اهل اليمن فصار ملكا ليزيد فاخذه عليه السلام استقاذا و استملاكا من الكافر.

و الاولي ان يقال: ان بحيرا و اهل اليمن انما اهدوا الي يزيد بعنوان انه خليفه المسلمين و ولي امورهم، و قد اخطاوا في التطبيق، و لما كان الحسين عليه السلام خليفه و وليا لهم اخذ الهدايا حقا له. و هذا نظير تعارض الاسم و الاشاره، و لعله هذا مراد السيد. و يمكن ان يقال هنا وجوه اخري تظهر بالتامل.


پاورقي

[1] القمقام 361:1.

[2] مراصد الاطلاع 277:1. و انظر معجم البلدان 49:2.

[3] تاريخ الطبري 385:5.

[4] سوره يونس: 41.

[5] العقد الفريد 377:4.

[6] تاريخ الطبري 385:5.

[7] اللهوف ص 30.

[8] عد في مراصد الاطلاع 416:1 «حلال» و «حلبان» و «حلبه» و «حليه» و «حلي»مواضع في اليمن، و لم نجد فيه الورس و الحلل من بلادها کما ذکره المولف.