بازگشت

تفاصيل خروجه من مكة


قافل الشيخ الشهيد ابوعلي محمد بن احمد بن علي الفتال النيسابوري في روضه الواعظين [1] : و لما اراد الحسين عليه السلام التوجه الي العراق طاف بالبيت و سعي بين الصفا و المروه و احل من احرامه و جعلها عمره لانه لا يتمكن من اتمام الحج، و كان قد اجتمع اليه مده مقامه بمكه نفر من اهل الحجاز و نفر من اهل البصره انضافوا الي اهل بيته و مواليه من مكه و خرجوا معه الي العراق.

و قال ابواسحاق الاسفرايني: و اهتم الحسين و اخرج الجمال و حمل عليها الاحمال و ركب عليها جميع النساء و الاطفال، و سار و سارت معه عشيرته، و خرج من مكه و معه سبعه عشرا ذكرا من اهل بيته، و هم اولاده و اخوته و اولاد اعمامه، و ستون رجلا من اصحابه منهم الفارس و منهم الراجل، و سار الجميع بنسائهم و عيالهم مع الحسين.

و في كتاب المخزون في تسليه المحزون: و معه اثنان و ثمانون رجلا من شيعته و محبيه و مواليه و اهل بيته، و مثله في مطالب السول و غيره.

و في تاريخ الاعثم الكوفي و المخزون، جمع الحسين عليه السلام اصحابه الذين


قد عزموا علي الخروج معه، و اعطي كل واحد منهم عشره دنانير و جملا يحمل عليه راحلته و نزاده [2] .

و كان خروجه عليه السلام-علي ما صرح به الاكثر- يوم الثلاثاء يوم الترويه لثمان مضت من ذي الحجه سنه ستين، و هو المصرح به في الكتاب الذي كتبه الي اهل الكوفه وارسله مع عبد الله بن يقطر، و فيه يقول عليه السلام «و شخصت اليكم من مكه يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجه».

فما في بعض المقاتل و التواريخ ان خروجه عليه السلام كان لثلاث مضت من ذي الحجه اجتهاد في مقابل النص. و العجب من السيد في اللهوف [3] حيث قال: و كان قد توجه الحسين من مكه يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجه، و قيل يوم الاربعاء لثمان مضين من ذي الحجه سنه ستين قبل ان يعلم بقتل مسلم، لانه عليه السلام خرج من مكه في اليوم الذي قتل فيه رضوان الله عليه. ضروره ان هذا لا يجامع القول بان الثلاثاء يوم الثالث و الاربعاء يوم الثامن، و لا يوافق القولان بان عاشورا يوم الجمعه. نعم يوافق الاول مع الخميس علي التمام و الثاني يوم السبت علي النقص و النهار يوافق الجمعه علي النقص و السبت علي التمام.

و ما ذكر اخيرا ما ان خروجه عليه السلام يوم قتل مسلم. فيه ايضا ان يوم الثامن يوم خروجه و هو يوم الترويه و يوم قبله يوم التاسع و هو يوم علي ما صرح به جل العلماء في تواريخهم. فالصحيح الذي عليه جل المحدثين و المورخين انه عليه السلام خرج يوم الثلاثاء و هو يوم الترويه لثمان مضت من ذي الحجه سنه سبين. و قد مر ايضا انه عليه السلام لما عزم علي الخروج قام خطيبا فقال:


الحمد لله- الي آخر ما مضي ذكره فيما سبق.

ثم انني لم ار من صرح بانه عليه السلام سار الي العراق من طريق المدينه و دخلها، لا ان ابااسحاق الاسفرايني قال بذلك في مقتله و تبعه بعض من تاخر عنه، و من نظر في مقتله المطبوع يعرف ان فيه اكاذيب و امورا علي خلاف ما اجمع عليه الفريقان، و لا يهمنا نقل مجعولاته، و من اراد فلينظر الي مقتله فانا لا نعتمد علي ما تفرد به.

و من نظر في كتب الفريقين و كيفيه خروجه عليه السلام من المدينه و شرح منازله من مكه الي العراق يعلم علما قطعيا بعدم مسيره ثانيا الي المدينه. و ما قد يترائي منه من مكالمه محمد بن الحنفيه و عبدالله بن جعفر و غيرهما قد مر انها كانت يوم خروجه ممكه فيها، و سياتي ما يدل علي ذلك ايضا. و لا يهمنا البحث في ذلك مع وضوحه، و انما المهم تعيين منازله من مكه الي كربلا و ما وقع في كل منزل من الاحداث.

و قد اضطربت كلمات المورخين و المحدثين في ذلك، و نحن نذكر ما هو الحق و الصحيح، و نشير الي جمله من الختلافات، فنقول و بالله التوفيق و عليه التكلان


پاورقي

[1] روضه الواعظين ص 177.

[2] الفتوح لابن‏الاعثم 126:2.

[3] اللهوف ص 26.