بازگشت

الي ابنته فاطمة الكبري


في البحار عن الكليني، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، و احمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن منصور بن يونس، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر (الباقر) عليه السلام قال: ان الحسين لما حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمه الكبري فدفع اليها كتابا ملفوفا و وصيه ظاهر، و كان علي بن الحسين مريضا لا يرون انه يبقي بعده، فلما قتل الحسين عليه السلام و رجع اهل بيته الي


المدينه فدفعت فاطمه الكتاب الي علي بن الحسين، ثم صار ذلك الكتاب الينا يا زياد. [1] .

و في روايه: كان علي بن الحسين مبطونا معهم لا يرون الا انه لما به. [2] .

و فيه: محمد بن احمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر عليه السلام مثله، الا ان فيه، وصيه ظاهره و وصيه باطنه. و زياده و هي قوله: فقلت ما في ذلك الكتاب؟ فقال: فيه و الله جميع ما يحتاج اليه ولد آدم (منذ خلق الله ادم) الي ان تفني الدنيا. و الله ان فيه الحدود. حتي ان فيه ارش الخدش. [3]

و في روايه اخري: انه عليه السلام استدعا ابنته فاطمه الكبري و اودع عندها صحيفه ملفوفه و وصيه ظاهره، لان علي بن الحسين كان فيه مرض الاسهال و كان الناس لا يظنون به الصحه في مرضه، فلما توفي من مرضه سلمته اخته الوصيه و الصحيفه، و هي الان عندنا. [4] .

(بيان):

قوله «ظاهره». اي المظهره، اي المختومه ظهرها بخاتمه عليه السلام. [5] .

و الذي يستفاد من الاخبار الوارده في هذا الباب ان الذي استودعه عليه السلام عند ابنته فاطمه الكبري هي كتاب وصيته المختص بنفسه و شخصه،


و الذي استودعه عند ام سلمه الوصيه و الكتاب و مواريث الانبياء التي استودعها رسول الله عند اميرالمومنين و منه الي الحسن و منه الي الحسين عليهم السلام، و قد روي في باب ان الائمه عندهم الصحيفه التي فيها اسماء اهل الجنه و اسماء اهل النار عن كتاب بصائر الدرجات و ان رسول الله «ص» اودع الكتاب عند ام سلمه و دفعته الي اميرالمومنين في حديث طويل. [6]

و في الكتاب المذكور: عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معلي بن ابي عثمان، عن معلي بن خنيس، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الكتب كانت عند اميرالمومنين. فلما صار الي العراق استودع الكتب ام سلمه، فلما مضي كانت عند الحسن، فلما مضي الحسن كانت عند الحسين عليه السلام (فلما مضي الحسين كانت عند علي بن الحسين، ثم كانت عند ابي.). [7]

و في جمله من الاخبار: ان الحسين عليه السلام لما عزم علي المسير الي العراق اودع كتب علم اميرالمومنين و ذخائر النبوه و خصائص الامامه عند ام سلمه، فلما قتل و رجع علي بن الحسين دفعتها اليه.

و في اثبات الوصيه للمسعودي قال: ثم احضر الحسين عليه السلام علي بن الحسين و كان عليلا، فاوصي اليه بالاسم الاعظم و مواريث الانبياء عليهم السلام، و عرفه ان قد دفع العلوم و الصحف و السلاح الي ام سلمه رضي الله عنها و امرها ان تدفع جميع ذلك اليه عليه السلام.

و علي ما ذكرنا فلا تنافي بين ما ورد من الايداع عند ام سلمه و الايداع عند فاطمه. فتفطن.


ثم ان الظاهر بل المتعين علي ما نص عليه علماء الرجال ان فاطمه هذه غير سكينه التي اسمها اميه و قد تسمي فاطمه ايضا علي ما سياتي في ترجمتها انشاء الله تعالي، و هل هي كانت مع ابيها في كربلا كما صرح به بعض المورخين او انها كانت في المدينه و بقيت فيها بعد خروج امها من المدينه كما صرح به الاخرون؟

المظنون بالظلن المتاخم للعلم هو الثاني. و قوله «حضرما حضر» يناسب القولين. نعم قوله «و كان علي بن الحسين مبطوتا معهم» يويد الاول، الا ان قوله «فلما توفي» و قوله «فلما قتل و رجع اهل بيته الي المدينه فدفعت فاطمه الكتاب الي علي بن الحسين» يويد بل يدل علي الثاني.

و تمام الكلام في هذا ياتي عند ترجمه النساء، و ياتي ان للحسين عليه السلام بنت تسمي فاطمه بقيت في المدينه، و صرح المورخون ان يوم ورود اهل البيت الي المدينه استقبلت ام سلمه و بيدها يد فاطمه بنت الحسين. و هل هي زوجه الحسن المثني او غيرها ياتي ذكر ذلك انشاء الله تعالي في باب النساء مفصلا.

فلينتظر.


پاورقي

[1] الکافي 303:1 مع اختلاف في بعض الالفاظ، و في بصائر الدرجات ص 148 قريب منه في صدره.

[2] الکافي 303:1.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر 291:1 قريبا منه.

[5] في الحديث المذکور في البحار 17:46 جاءت هذه الجمله «و وصيه ظاهره و وصيه بانطه». و بها يستکشف ان المراد بالظاهره غير المستوره و قد عرفها الناس، فتفسير المولف يجب ان يدفق فيه لانه لا يوافق الجمله بهذه القرينه.

[6] انظر بصائر الدرجات ص 163.

[7] نفس المصدر ص 162 و الزياده منه.