بازگشت

كلامه مع أفواج مؤمني الجن


و منها: ما رواه في اللهوف و البحار [1] بل ذكره جل المورخين و المحدثين انه قد اتي الحسين عليه السلام افواج من مومني الحن فقالوا: يا سيدنا نحن شيعتك و انصارك فمرنا بامرك ما تشاء، فلو امرتنا بقتل كل عدو لك و انت بمكانك لكفاك ذلك. فجزاهم الحسين خيرا و قال لهم: او ما قراتم كتاب الله المنزل علي جدي رسول الله صلي الله عليه و اله (اينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيده) [2] و قال سبحانه (لبرز الذين كتب عليهم القتل الي مضاجعهم) [3] ، و اذا اقمت بمكاني فبماذا يبتلي هذا الخلق المتعوس و بماذا يختبرون. و من ذا يكون ساكن حفرتي بكربلا، و قد اختارها الله لي يوم دحي الارض و جعلها معقلا لشيعتنا و يكون لهم امانا في الدنيا و الاخره، و لكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء الذي آخره اقتل و لا يبقي بعدي مطلوب من اهلي و نسبي و اخوتي و اهل بيتي و يسار راسي الي يزيد. فقال الجن: نحن و الله يا حبيب الله و ابن حبيبه لولا ان امر طاعه و انه لا يجوز لنا مخالفتك، قتلنا جميع اعدائك قبل ان يصلوا اليك. فقال عليه السلام لهم: نحن و الله اقدر عليهم منكم، و لكن ليهلك من هلك عن بينه و يحيي من حي عن بينه. [4] .


(بيان): «المتعوس» من تعس من باب نفع و من باب تعب: اذا عثر و انكب علي وجهه. و « التنكس»: ان يجر علي راسه. و يقال تعسا لهم اي عثارا و سقوطا، و تعسا له اي الزمه الله هلاكا، التعس الهلاك و العثور و السقوط و الشر و البعد و الانحطاط- قاله في المجمع. و في بعض النسخ «المتعوس» من عوس بالتشديد، و هو غلط او اشتباه من الناسخ. و قد يقرا «المنعوس» بالنون من النعاس، و هو كنايه عن نومهم و عدم شعورهم و هم نائمون. و الظاهر ان المراد بالخلق المتعوس ليس خصوص اهل الكوفه، كما قد يتبادر الي الذهن بدوا، و لا خصوص اهل زمانه عليه السلام، بل كل الناس من زمانه و بعد زمانه الي يوم القيامه كما هو شانه و شان كل امام من قبله و من بعده، لانهم عليهم السلام هم الباب الذي يبتلي به الناس كما في الزياره الماثوره [5] و نطقت به الاخبار الوارده في باب الامامه و معرفه الامام، و شهد بذلك العقل و النقل، و يويده ذيل الروايه. و اما ابتلاء اهل الكوفه و امتحانهم و اختبارهم به عليه السلام فواضح، لانهم بعد ما عرفوا انه ابن بنت نبيهم و لا ذنب له عندهم، و بعد تاكيد الحجه عليهم و تبليغهم، فعلوا به ما فعلوا تقربا ليزيد بن معاويه، و استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكرالله. فهلكوا عن بينه، كما ان اصحابه رضوان الله عليهم نصروه عن بصيره فنجوا عن بينه و بلغوا بذلك اعلي منازل المقربين و ارفع درجات المرسلين


حيث لا يلحقهم لا حق و لا يسبقهم سابق. [6] .

و اما امتحان الناس و ابتلاوهم و اختبارهم به عليه السلام. فانه بعد ما بذل مهجته و نفسه و اولاده و عياله و اخوانه و اهل بيته و اصحابه و امواله و جاهه ورئاسته في ابقاء التوحيد و توابع التوحيد و حفظ القرآن و تشييد دين جده و ابقاء احكامه و سننه و فرائضه، يكون امتحانا و ابتلاء و اختبارا لكل من بعده بانه يمكن بل يلزم بل يجب علي كل احد ان يجتهد في ابقاء التوحيد و توابع التوحيد و حفظ نواميس الشريعه و يبذل ماله و نفسه و رياسته و كل ما يتعلق به، فلا يعتذر احد باعذار الجهال و المتمردين، اذ لا عذر بعد الامكان بل الوقوع. نعم، قد ذكروا في الفقه شرائط للامر بالمعروف و النهي عن المنكر، لكنه بالنسبه الي فرع من فروع الدين بالنسبه لواحد واحد من الناس، و لكن لو كان اصل الدين متزلزلا و اركانه متضعضعه لا شرط له، و الناس كلهم هالكون الا العالمون، و العالمون كلهم هالكون الا العاملون. و العاملون هالكون الا المخلصون، و المخلصون في خطر عظيم. و عند ذلك من سلك مسلكه عليه السلام و نهج منهجه فاز و نجي عن بينه، و من تخلف و استحوذ عليه الشيطان هلك عن بينه. و هنا وجوه اخر لمعني الابتلاء و الامتحان يدرك الاقلون. قوله «و معقلا». المعقل فتح الميم و كسر القاف قريب من الحصن، و يطلق علي الملجا. قوله «لهم امانا في الدنيا». و في اخبار الفتن و احاديث الملاحم ما يدل علي ذلك. و به روايات و احاديث تذكر في باب فضيله ارض كربلا. قوله «يوم السبت». سياتي ان يوم عاشورا يوم الخميس او الجمعه او السبت،


و اختلاف الروايات و الجمع بينها. قوله «الذي في اخره اقتل». سياتي الجمع بين هذه الروايه و ما يدل علي انه قتل بعد صلاه الظهر او العصر. و في روايه السيد في اللهوف [7] زياده بعد قوله « شيعتنا و محبينا»: تقبل اعملاهم و صلواتهم و يجاب دعاوهم و تسكن شيعتنا فتكون لهم امانا في الدنيا و الاخره- الي آخره. و لعله سقط من قلم النساخ.


پاورقي

[1] اللهوف ص 29. بحارالانوار 331:44.

[2] سوره النساء: 78.

[3] سوره ال عمران: 154.

[4] مقتبس من سوره الانفال: 42.

[5] يريد الزياره الجامعه، فان هذه الجمله وردت فيها.

[6] اقتباس من الزياره الجامعه الکبيره.

[7] اللهوف ص 29.