بازگشت

محاورته مع اخيه محمد بن الحنفية


(و اوجوبته عمن ساله او تعرض له او اعتراض عليه)

فمنها: ما ذكره كل من تعرض لمقتله عليه السلام من العامه و الخاصه باختلاف يسير، و نحن نذكر ما ذكره الطبري و نشير الي مواضع الاختلاف زياده او نقيصه. [1] .

قال الطبري: و اما الحسين عليه السلام خرج ببنيه و اخوته و بني اخيه و جل اهل بيته، الا محمد بن الحنفيه فانه قال له: يا اخي انت احب الناس الي و اعزهم علي و لست ادخر النصيحه لاحد من الخلق احق بها منك، تنح بتعتك عن يزيد ابن معاويه عن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الي الناس فادعهم الي نفسك، فان بايعوك حمدت الله علي ذلك، و ان اجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك و لا عقلك و لا يذهب بذلك مروئتك و لا فضلك، اني اخاف ان تدخل مصرا من هذه الامصار فتاتي جماعه من الناس فيختلفون بينهم، فمنهم طائفه معك و اخري عليك، فيقتتلون فتكون الاول الا سنه، فاذا خير هذه الامه كلها نفسا و ابا و اما اضيعها دما و اذلها اهلا.


قال له الحسين عليه السلام: اني ذاهب يا اخي. قال له محمد بن الحنفيه: فانزل مكه، فان اطمانت بك الدار فسبيل ذلك، و ان نبت بك [2] لحقت بالرمال و شعف الجبال [3] و خرجت من بلد الي بلد حتي تنظر الي ما يصير امر الناس و تعرف عند ذلك الراي، فانك اصوب ما تكون رايا و احزمه عملا حين تستقبل الامور استقبالا، و لا تكون الامور عليك ابدا اشكل منها حين تسدبرها استدبارا. و في البحار [4] عن محمد بن ابي طالب بعد قوله «و ليس احد احق بها منك»: لانك مزاج مائي و نفسي و روحي و بصري و كبير اهل بيتي و من وجبت طاعته علي عنقي، لان الله قد شرفك علي و جعلك من سادات اهل الجنه. و بعد قوله «فان اطمانت بك الدار فذلك»: و ان تكن الاخري خجرت الي بلاد اليمن، فانهم انصار جدك و ابيك و هم اراف الناس و ارقهم قلوبا و اوسع الناس بلادا، فان اطمانت بك الدار و الا لحقت بالرمال و شعوب الجبال و جزت من بلد الي بلد حتي تنظر ما يول اليه امر الناس و يحكم الله بيننا و بين القوم الفاسقين. قال: فقال الحسين عليه السلام: يا اخي و الله لو لم يكن في الدنيا ملجا و لا ماوي لما بايعت يزيد بن معاويه. فقطع محمد بن الحنفيه كلامه و بكي، فبكي الحسين عليه السلام معه ساعه. و في روايه: حتي ابتلت لحيتهما. فقال له الحسين: يا اخي جزاك الله خيرا، فقد نصحت و اشرت بالصواب، و انا عازم علي الخروج الي مكه، و قد تهيات لذلك انا و اخوتي و بنو اخي و شيعتي،


و امرهم امري و رايهم رايي، و اما انت يا اخي فما عليك ان تقيم بالمدنيه فتكون عينا لي عليهم لا تخفي عني شيئا من امورهم. ثم دعا الحسين عليه السلام بداوه و بياض و كتب وصيه لاخيه تاتي في باب وصاياه.و منها: ما في اللهوف و غيره [5] قالوا: و اصبح الحسين عليه السلام فخرج من منزله ليسمع الاخبار، فلقيه مروان فقال له: يا اباعبدالله اني لك ناصح امين فاطعني ترشد. فقال الحسين: و ما ذاك؟ فقال مروان: اني آمرك ببيعه يزيد، فانه خير لك في دينك و دنياك. فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون، و علي الاسلام السلام، اذ قد بليت الامه براع مثل يزيد، و لقد سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: الخلافه محرمه علي آل ابي سفيان. و طال الحديث بينه و بين مروان حتي انصرف مروان و هو غضبان.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 341:5، بحارالانوار 329:44، مقتل ابي‏مخنف ص 22، الارشاد للمفيد ص 183.

[2] نبت بتقديم النون الموحده، من نبت به الدار: اي لم يوافقه، و اصله من عدم الاسقترار بالمکان.

[3] اي رووس الجبال.

[4] بحارالانوار 329:44.

[5] اللهوف ص 10.