بازگشت

من مكة حين الخروج الي العراق


ما كتبه عليه السلام من مكه حين خروجه منها الي العراق، و ما في التنقيح انه

كتبه في كربلا سهو منه او من الناسخ. قال السيد [1] : و ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن ايوب بن نوح عن صفوان عن مروان بن اسماعيل عن حمزه بن حمران عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ذكرنا خروج الحسين و تخلف محمد بن الحنفيه عنه، فقال ابوعبدالله: يا حمزه اني ساحدثك بحديث لا


تسال عنه بعد مجلسنا هذا، ان الحسين عليه السلام لما فصل متوجها امر بقرطاس و كتب: «بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الي بني هاشم، اما بعد فانه من لحق بي منكم استشهد، و من تخلف عني لم يبلغ الفتح. و السلام». (بيان): سند الحديث في غايه الصحه و متنه في غايه الاضطراب، لاختلاف الكتب و النسخ في نقله، و ما نقلناه هو ما ذكره في اللهوف المطبوع الموجود بايدينا. و في بعض الكتب «من الحسين بي علي الي محمد بن الحنفيه» كما في السفينه [2] و غيره، و في بعضها «و من لم يلحق» بدل من تخلف، و في بضها «لم يبلغ مبلغ الفتح». و انت خبير بان المعني يختلف باختلاف التعبير و العباره. و قد كثر القيل و القال في علم الرجال في محمد بن الحنفيه و ان هذا الحديث هل يدل علي ذمه او لا، و كذا في حال من تخلف عن الحسين عليه السلام كعبد الله بن جعفر و اضرابه. و الذي افهم في معني الحديث- و لعله الظاهر بحيث يجتمع مع كل النسخ و جل الاختلافات في المتن- هو انه عليه السلام قال: ان من كان معي و لحق بي و تحول معي حين خروجي من مكه يكون شهيدا، و من لم يكن معن و لم يلحق بي و لم


يتحول معين لم يدرك الشهاده و الفلاح و الفوز و الفتح كل الفتح، لاني مقتول و اصحابي مستشهدون قبل وصولهم الي. و بعباره اوضح: ان كل شخص من بني هاشم و غيرهم لو اراد الخروج الي و الوصول بي لم يدرك الفوز و الشهاده، لاني مقتول قبل وصوله الي، لان وصول الكتاب من مكه الي المدنيه يتقضي اياما و تهيا و هم للسفر ايضا يتقضي اياما، و بعد انقضاء الايام و خروجهم اليه لم يدركوا يوم عاشوراء، فلم يفوزوا بالفتح و الفلاح. و المستشهدون من بني هاشم هم الذين كانوا معه عليه السلام حين خروجه من مكه، فانه لما خرج من المدينه لم يكن قاصدا للعراق بحسب الظاهر، و خروجه من مكه الي المدينه لم يكن خروجا للمحاربه و الشهاده و القتل عند عموم الناس بل كان يعرف ذلك خواصه. بل خرج الي العراق للامامه و الرئاسه الدينيه الكليه الالهيه، و لم يجب علي الناس حينئذ متابعته و اللحوق به لحفظ وجوده و الشهاده معه. نعم، بعد ظهور علائم الحرب و الجدال و الجهاد و القتل و الشهاده يجب علي كل من يمكنه الوصول اليه و اللحوق به، علي ما دلت الاخبار من قوله عليه السلام « كل من سمع واعتينا و لم يجبنا اكبه الله علي النار». وحكم به العقل ايضا. و هذا عذر وجيه لكل من لم يدرك الشهاده و لم يحلق به عليه السلام من اكابر الصحابه و اجلائهم، ككميل و عبدالله بن جعفر و جل بني هاشم. فتامل فان هذا دقيق.


پاورقي

[1] الهوف ص 28.

[2] سفينه البحار (کتب) 467:2 و نصه کما عن اللهوف.