بازگشت

الي رؤوس الاخماس بالبصرة


نقله جل اصحاب السير و المقاتل باختلاف يسير [1] .

قال الطبري: قال هشام قال ابومخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن ابي


عثمان النهدي قال: كتب الحسين عليه السلام مع مولي لهم يقال له سليمان و كتب بنسخه الي رووس الاخماس بالبصره و الي الاشراف، فكتب الي مالك بن مسمع البكري و الي الاحنف بن قيس و الي المنذر بن الجارود و الي مسعود بن عمرو و الي قيس بن الهيثم و الي عمرو بن عبدالله بن معمر، فجاءت منه نسخه واحده الي جميع اشرافها:

«اما بعد، فان الله اصطفي محمدا صلي الله عليه و اله علي خلقه واكرمه بنبوته و اختاره لرسالته، ثم قبضه الله اليه و قد نصح لعباده وبلغ ما ارسل به، و كنا اهله و اوليائه و اوصيائه و ورثته واحق الناس بمقامه في الناس، فاستاثر علينا قومنا بذلك فرضينا و كرهنا الفرقه واحببنا العافيه، و نحن نعلم انا احق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، و قد احسنوا و اصلحوا و تحروا الحق فرحمهم الله و غفر لنا و لهم و قد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب، و انا ادعوكم الي كتاب الله و سنه نبيه صلي الله عليه و اله، فان السنه قد اميتت و ان البدعه قد احييت، وان تسمعوا قولي و تطيعوا امري اهدكم سبيل الرشاد. و السلام عليكم و رحمه الله».

قال الطبري: كل من قرا هذا الكتاب من اشراف الناس كتمه الا المنذر بن الجارود. و قد نذكر في ترجمه سليمان بن صرد تفصيله.

(بيان):

ليس في اكثر الكتب و النسخ من كلمه «بذلك الحق» الي قوله «غفر لنا و لهم»، و لعله من الزيادات التي صدرت من سهو النساخ و اشتباههم. و الله اعلم.

قال السيد [2] : فلما وصل الكتاب الي اهل البصره جمع يزيد بن مسعود بني تميم و بني حنظله و بني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم و


حسبي منكم؟ فقالوا: بخ بخ، انت و الله فقره الظهر و راس الفخر حللت في الشرف وسطا و تقدمت فيه فرطا. قال: فاني قد جمعتكم لامر اريد ان اشاوركم فيه و استعين بكم عليه. فقالوا: انا و الله نمنحك النصيحه و نجهد لك الراي فقل نسمع. فقال: ان معاويه مات، فاهون به و الله هالكا و مفقودا، الا و انه قد انكسر باب الجور و الاثم و تضعضعت اركان الظلم، و قد كان احدث بيعته عقد بها امرا ظن ان قد احكمه، و هيهات و الذي اراد، اجتهد و الله ففشل و شاور فخذل، و قد قام ابنه يزيد شارب الخمور و راس الفجور يدعي الخلافه علي المسلمين و يتامر عليهم بغير رضي منهم، مع قصر حلم و قله علم، لا يعرف من الحق موطي ء قدمه، فاقسم بالله قسما مبرورا لجهاده علي الدين افضل من جهاد المشركين، و هذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله ذو الشرف الاصيل و الراي الاثيل له فضل لا يوصف و علم لا ينزف، و هو اولي بهذا

الامر لسابقته و سنه و قدمه و قرابته، يعطف علي الصغير و يحنو علي الكبير، فاكرم به راعي رعيه و امام قوم، وجبت لله به الحجه و بلغت به الموعظه، فلا تعشوا علي نور الحق و لا تسكعوا في وهد الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم الي ابن رسول الله و نصرته، و الله لا يقصر احد عن نصرته الا اورثه الله الذي في ولده و القله في عشيره، و ها انا ذا قد لبست للحرب لامتها و ادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت و من يهرب لم يفت، فاحسنوا رحمكم الله رد الجواب.

فتكلمت بنو حنظله فقالوا: يا اباخالد نحن نبل كنانتك و فرسان عشيرتك، ان رميت بنا اصبت و ان غزوت بنا فتحت، لا تخوض و الله غمره الا خضناها و لا تلقي و الله شده الا لقيناها، ننصرك و الله باسيافنا و نقيك بابداننا، اذا شئت فافعل.

و تكلمت بنو سعد بن يزيد فقالوا: يا اباخالد ان ابغض الاشياء لنا خلافك


و الخروج من رايك، و قد كان صخر بن قيس امرنا بترك القتال فحمدنا امرنا و بقي عزنا فينا، فاملهنا نراجع المشوره و ناتيك براينا. و تكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا: يا اباخالد نحن بنو ابيك و حلفاوك و لا نرضي ان غضبت و لا نوطن ان ظعنت، و الامر اليك، فادعنا نجيبك و امرنا نطيعك، و الامر لك اذا شئت. فقال: و الله يا بني سعد لئن فعلتموها لا يرفع الله السيف عنكم ابدا و لا زال سيفكم فيكم. ثم كتب الي الحسين عليه السلام: «بسم الله الرحمن الرحيم. اما بعد، فقد وصل الي كتابك و فهمت ما ندبتني اليه و دعوتني له من الاخذ بحظي من طاعتك و الفوز بنصيبي من نصرتك، و ان الله لا يخلو الارض قط من عامل عليها بخير او دليل علي سبيل نجاه، و انتم حجه الله علي خلقه و وديعته في ارضه، تفرعتم من زيتونه احمديه هو اصلها و انتم فرعها، فاقدم سعدت باسعد طائر، فقد ذللت لك اعناق بني تميم و تركتهم اشد تتابعا في طاعتك من الابل الظماء لورود الماء يوم خمسها، و قد ذللت لك بني سعد و غسلت درن صدورها بماء سحابه مزن حين استحل برقها فلمع». فلما قرا الحسين عليه السلام الكتاب قال: مال آمنك الله يوم الخوف و اعزك و ارواك يوم العطش الاكبر. قال السيد: فلما تجهز المشار اليه للخروج الي الحسين عليه السلام بلغه قتله قبل ان يسير، فجزع من انقطاعه عنه. و اما المنذر بن الجارود فقد ذكرنا التفصيل في ترجمه سليمان بن صرد. و اما الاحنف بن قيس فانه لما كان منافقا و من محبي بني اميه و شيعتهم، فكتب اليه عليه السلام: «اما بعد، فاصبر ان وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون».


(بيان): قوله «فاهون به». فعل تعجب، مثل ما افعل. قوله «ففشل». اي ضعف. قوله «الاثيل». اي الثابت، من قولهم اثل اصولا اي تاصل في الارض. قوله «و لا تعشوا عنه». اي لا تصدوا و لا تجاوزا عنه، من عشه عن الامر اي صده. قوله «و لا تسكعوا». اي لا تمشوا مسكعا بلا زاد و راحله. قوله «و هذه». بالفتح: الارض المنخفض. قوله «و لا تقطن» من قطن بالمكان يقطن من باب قعد اي اقام- قاله في المجمع. قوله «اذا ظعنت». من ظعن ظعنا بالاسكان و التحريك، اي سار و ارتحل. قوله «درن». بالتحريك الوسخ.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 357:5، اللهوف ص 16، بحارالانوار 340:44.

[2] اللهوف ص 16.