بازگشت

في البيضة


ما رواه الطبري [1] عن ابي مخنف عن عقبه بن ابي العيزار: ان الحسين عليه السلام خطب اصحابه و اصحاب الحر بالبيضه (و هي ماء لبني دارم بين واقصه و العذيب)، قال: فحمد الله و اثني عليه ثم قال:

«ايها الناس، ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من راي سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنه رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل و لا قول كان حقا علي الله ان يدخله مدخله. الا و ان هولاء قد لزموا طاعه الشيطان و تركوا طاعه الرحمن و اظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استثاروا بالفيي ء و احلوا حرام الله و حرموا حلال الله و انا احق من غير، و قد اتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم، انكم لا تسلموني و لا تخذلوني، فان اقمتم [2] علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فانا الحسين بن علي و ابن فاطمه بنت رسول الله، نفسي مع نفسكم و اهلي مع اهليكم (فلكم) في اسوه، و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم و خلعتم بيعتي من اعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلمتموها بابي و اخي و ابن عمي مسلم، و المغرور من اغتربكم فحظكم اخطاتم و نصيبكم ضيعتم، و من نكث فانما ينكث علي نفسه و سيغني الله عنكم و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته».

(بيان):

قوله «فلم يعير» و قوله «انا احق من عير» الظاهر انه بالعين المهمله من


التعبير بالقول او الفعل. و في تاريخ الطبري المطبوع بالغين المعجمه في الموضعين لعله سهو من النساخ و ان كان له وجه ايضا.

و من عجيب ما وقع في البحار [3] ناسبا الي المناقب قال: لما نزل الحر بن يزيد حذاءه في الف فارس و نزل الحسين عليه السلام في موضعه دعي الحسين بدواه و بيضاء و كتب الي اشراف الكوفه ممن كان يظن انه علي رايه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الي سليمان بن صرد و المسيب ابن نجبه و رفاعه بن شداد و عبدالله بن وال و جماعه من المومنين. اما بعد فقد علمتم ان رسول الله صلي الله عليه و اله و قد قال في حياته: من راي سلطانا» الي آخر ما ذكرنا من الخطبه، ثم طوي الكتاب و ختمه و دفعه الي قيس بن مصهر الصيداوي. [4] . ولكن سوق الكلام يويد بل يدل علي ما ذكره الطبري عن ابي مخنف.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 403:5.

[2] في المصدر «فان تمعتم».

[3] بحارالانوار 381:44.

[4] يشير السيد ابن‏طاوس في اللهوف ص 32 الي هذا الکتاب، فلا يمکن انکاره بل لعل الامام عليه‏السلام استعمل الکلام المذکور في خطبته و في کتابه.