بازگشت

في رحاب مواعظه الجليلة


1 ـ كتب اليه رجل: عِظني بحرفين فكتب إليه: «مَن حاوَل أمراً بمعصية الله تعالي كانَ أفْوَتَ لما يَرجو وأسْرَعَ لمجي ما يحذَرُ» [1] .

2 ـ وجاءه رجل فقال له: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة فقال (عليه السلام): «إفعل خمسةَ أشياءَ واذنب ما شئتَ، فأوّل ذلك: لا تأكل رزقَ اللهِ واذنب ما شئِتَ، والثاني: اخرج من ولاية الله واذنِب ما شئت. والثالث: اطلُبْ موضِعاً لا يراكَ اللهُ واذنب ما شِئتَ. والرابع: إذا جاء ملَكُ الموتِ ليقبِضَ روحَكَ فادفَعْهُ عن نفسِكَ واذنب ما شئتَ، والخامِسُ: اذا أدخَلَكَ مالك النارِ فلا تدخُلْ في النارِ واذنِب ما شئتَ [2] .

3 ـ ومما جاء عنه (عليه السلام) في الموعظة: ياابن آدمَ! تفكَّرْ وقل: أينَ ملوكُ الدنيا وأربابُها؟ الذين عَمّروا واحتفَروا أنهارها وغَرَسوا أشجارها ومدّنوا مدائِنَها، فارقوها وهم كارهون وورثها قوم آخرون، ونحن بهم عمّا قليل لاحقونَ. ياابن آدم! اُذكر مصرعك، وفي قبرك مضجعَك وموقفَك بين يَدَي اللهِ تشهَدُ جوارحُكَ عليكَ يوم تَزِلُّ فيه الأقدامُ وتبلغُ القلوبُ الحناجِرَ وتبيضّ وجوهٌ وتسوَدُّ وجوهٌ وتبدو السرائرُ، ويوضَعُ الميزانُ القِسط. ياابن آدمَ! اذكُر مصارعَ آبائك وأبنائك كيف كانوا وحيثُ حَلّوا وكأنّك عن قليل قد حَلَلْتَ مَحَلَّهُم وصِرتَ عِبرَةً للمعتَبِر [3] .

4 ـ وخطب (عليه السلام) فقال: يا أيّها الناسُ! نافسِوا في المكارم، وسارِعوا في المغانِم، ولا تحتسِبوا بمعروف لم تُعجّلوا، واكسبوا الحمدَ بالنُجح، ولا تكتسِبوا بالمطلِ ذَمّاً، فمهما يكنْ لاِحد عند أحد صنيعةٌ له رأي أنّه لا يقومُ بشكرِها؛ فالله له بمكافاتهِ فإنّه أجْزَلُ عطاءً وأعظمُ أجراً.

واعلموا أن حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النعم فتُحوّر نقماً [4] .


پاورقي

[1] الکافي: 2 / 373.

[2] بحار الأنوار: 78 / 126.

[3] إرشاد القلوب: 1 / 29.

[4] کشف الغمة: 2 / 29.