بازگشت

في رحاب اهل البيت


لقد دلّ حديث الثقلين ـ المتواتر والمقبول لدي عامة المسلمين ـ علي أن خلود الاسلام رهن الأخذ بركنين مُتلازمين وهما: القرآن الكريم وعترة النبيّ المختار صلوات الله عليهم أجمعين فإنّهما لن يفترقا حتي يردا الحوض علي النبيّ (صلي الله عليه وآله). فلا بد للمسلمين من التمسّك بهما ليصونوا أنفسهم عن الضلال في كل عصر وزمان.

ومن هنا جهد أعداء الاسلام القدامي علي التفريق بين هذين الركنين؛ تارةً بدعوي تحريف القرآن لفظاً أو معنيً، واُخري بالمنع عن تفسيره أو تطبيقه، وثالثةً بانتقاص العترة، ورابعةً بعزلهم عن ممارسة دورهم السياسي والاجتماعي التثقيفي، وخامسةً بطرح البديل عنهم ورفع شعار الاستغناء عنهم وعن علمهم ودرايتهم.

والأئمّة المعصومون المأمونون ـ علي سلامة الرسالة الاسلامية بنص من الوحي الإلهي ـ كثّفوا جهودهم وركّزوا جهادهم علي صيانة هذين الأساسين من أيدي العابثين وان كلّفهم ذلك أنفسهم وأموالهم، بل كل ما يملكون تقديمه فداءً للرسالة المحمّدية.

ونشير إلي جملة من النصوص المأثورة عن الحسين بن عليّ(عليهما السلام) في هذا الصدد:

1 ـ لما قضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول: «لا يدخل الجنّة إلاّ من كان مُسلماً. فقام إليه أبو ذرّ الغفاري(رحمه الله)

فقال: يا رسول الله: وما الإسلام؟ فقال (صلي الله عليه وآله): الإسلام عريان ولباسه التقوي

وزينته الحياء وملاكه الورع، وكماله الدين، وثمرته العمل، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبنّا أهل البيت» [1] .

2 ـ وجاء عنه (عليه السلام) أنه قال: «من أحبّنا كان منّا أهل البيت». واستدلّ علي ذلك بقوله تعالي تقريراً لقول العبد الصالح: «فمن تبعني فإنّه منّي» [2] .

وواضح أنّ من أحبّهم فسوف يتّبعهم ومن تبعهم كان منهم.

3 ـ وقال (عليه السلام): «أحِبّونا حُبَّ الإسلام فإنّ رسول الله(صلي الله عليه وآله) قال: لا ترفعوني فوق حقّي؛ فإن الله تعالي اتخّذني عبداً قبل أن يتخّذني رسولاً» [3] .

4 ـ وقال (عليه السلام): «ما كُنّا نعرفُ المنافقين علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) إلاّ ببغضهم عليّاً وولده (عليهم السلام)» [4] .

5 ـ وروي أنّ المنذر بن الجارود مرّ بالحسين(عليه السلام) فقال: كيف أصبحت جعلني الله فداك ـ ياابن رسول الله؟ فقال (عليه السلام): «أصبَحَتْ العربُ تعتدّ علي العَجَم بأنّ محمّداً منها، وأصَبَحَتْ العَجَمُ مُقِرَّةً لها بذلك، وأصبَحْنا وأصبَحَتْ قريشٌ يعرفون فضلَنا ولا يَرَوْنَ ذلكَ لنا، ومن البلاء علي هذِهِ الاُمّةِ أ نّا إذا دعوناهُم لم يُجيبونا وإذا تركناهم لم يهتدوا بغيرِنا» [5] .


پاورقي

[1] موسوعة کلمات الإمام الحسين: 582 عن أمالي الطوسي: 1 / 82.

[2] المصدر السابق: 582 عن نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 85.

[3] المصدر السابق: عن مجمع الزوائد: 9 / 21.

[4] المصدر السابق: 585 عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 72.

[5] المصدر السابق: 586 عن نزهة الناظر: 85.