بازگشت

احياء ارادة الامة و روح الجهاد فيها


للمزيد من التفصيل راجع ثورة الحسين (النظرية، الموقف، النتائج) للسيّد محمد باقر الحكيم:100.

كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) السبب في إحياء الإرادة لدي الجماهير المسلمة وانبعاث الروح النضالية، وهزّة قوية في ضمير الإنسان المسلم الذي ركن الي الخنوع والتسليم، عاجزاً عن مواجهة ذاته ومواجهة الحاكم الظالم الذي يعبث بالاُمّة كيف يشاء، مؤطّراً تحركه بغطاء ديني يحوكه بالدجل والنفاق، وبأيدي وعاظ السلاطين أحياناً واُخري بحذقه ومهارته في المكر والحيلة.

فتعلم الإنسان المسلم من ثورة الحسين (عليه السلام) أن لا يستسلم ولا يساوم، وأن يصرخ معبّراً عن رأيه ورغبته في حياة أفضل في ظل حكم يتمتع بالشرعية أو علي الأقل برضا الجماهير.

ونجد انطلاقات عديدة لثورات علي الحكم الأموي وإن لم يُكتب لها النجاح؛ إلاّ أنها توالت حتي سقط النظام. ورغم أن أهدافها كانت متفاوته إلاّ أنها كانت تستلهم من معين ثورة الحسين (عليه السلام) أو تستعين بالظرف الذي خلقته. فمن ذلك ثورة التوابين [1] التي كانت ردّة فعل مباشرة للثورة الحسينية، وثورة المدينة [2] ، وثورة المختار الثقفي [3] الذي تمكن من محاكمة المشاركين في قتل الحسين(عليه السلام) ومجازاتهم بأفعالهم الشنيعة وجرائمهم الفضيعة، ثم ثورة مطرف بن المغيرة، وثورة ابن الأشعث، وثورة زيد بن عليّ ابن الحسين (عليهما السلام) [4] وثورة أبي السرايا [5] .

لقد أحيت الثورة الحسينية روح الجهاد وأجّجتها، وبقي النبض الثائر في الاُمّة حيّاً رغم توالي الفشل اللاحق ببعض تلكم الثورات. إلاّ أن الاُمّة الإسلامية أثبتت حيويّتها وتخلّصت من المسخ الذي كاد أن يطيح بها بأيدي الاُمويين أسلافهم.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 4 / 426، 449.

[2] المصدر السابق: 4 / 464.

[3] المصدر السابق: 4 / 487.

[4] مقاتل الطالبيين: 135.

[5] المصدر السابق: 523.