بازگشت

يوم عاشوراء


انقضت ليلة الهدنة، وطلع ذلك اليوم الرهيب، يوم عاشوراء، يوم الدم والجهاد والشهادة، وطلعت معه رؤوس الأسنّة والرماح والأحقاد وهي مشرعة لتلتهم جسد الحسين(عليه السلام) وتفتك بدعاة الحق والثوار من أجل الرسالة والمبدأ.

نظر الحسين(عليه السلام) إلي الجيش الزاحف، ولم يزل(عليه السلام) كالطود الشامخ، قد اطمأنت نفسه، وهانت دنيا الباطل في عينه، وتصاغر جيش الباطل أمامه، ورفع يديه متضرعاً إلي الله تعالي قائلاً: «اللهم أنت ثقتي في كل كَرْب، وأنت

رَجائي في كُلِ شِدّة وأنت لي في كل أمر نَزَلَ بي ثقةٌ وعدَّةٌ، كم من همٍّ يَضْعَفُ فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذُلُ فيه الصديق و يشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته اليك، رغبة مني إليك عمّن سواك ففرّجته عني وكشفته فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهي كل رغبة [1] .


پاورقي

[1] الإرشاد: 2 / 96.