بازگشت

موقف مسلم من اغتيال ابن زياد


لقد كان مسلم بن عقيل ـ رضوان الله تعالي عليه ـ يحمل رسالةً ساميةً وأخلاقاً فاضلة اكتسبها من بيت النبوّة، كما كان يملك درايةً بكلّ تقاليد وأعراف المجتمع الذي كان يتحرّك فيه، ففي موقف كان يمكن فيه لمسلم ابن عقيل أن يغتال ابن زياد رفض ذلك لاعتبارات شتّي.

فقد روي أنّ شريك بن الأعور حين نزل في دار هانيء بن عروة مرض مرضاً شديداً، وحين علم عبيد الله بن زياد بذلك قدم لعيادته، وهنا اقترح شريك علي مسلم أن يغتال ابن زياد، فقال: إنّما غايتك و غاية شيعتك هلاك هذا الطاغية، وقد أمكنك الله منه وهو صائر إليّ ليعودني، فقم وأدخل الخزانة حتي إذا اطمأنّ عندي فاخرج إليه فاقتله، ثم صر إلي قصر الإمارة فاجلس فيه، فإنّه لا ينازعنّك فيه أحد من الناس.

ولمس مسلم كراهية هانيء أن يقتل عبيد الله في داره، ولم يأخذ مسلم باقتراح شريك، وحين خرج عبيد الله قال شريك بحسرة وألم لمسلم: ما منعك من قتله؟ قال مسلم: منعني منه خلّتان: أحدهما كراهية هانيء لقتله في منزله، والاُخري قول رسول الله(صلي الله عليه وآله): «إنّ الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن» [1] .


پاورقي

[1] الأخبار الطوال: 187، ومقاتل الطالبيّين: 98، وإعلام الوري: 1 / 428.