بازگشت

توجه عبيدالله بن زياد الي الكوفة


استلم عبيدالله بن زياد كتاب يزيد بن معاوية، فانطلق في اليوم الثاني نحو الكوفة و معه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الأعور الحارثي وحشمه وأهل بيته [1] ، حيث ينتظر أهلُها قدومَ الإمام الحسين(عليه السلام) و معظمهم لا يعرف شخصية الإمام ولم تكن قد التقته من قبل، وقد تعجّل ابن زياد الانتقال إلي الكوفة ليصلها قبل الإمام الحسين(عليه السلام).

باغت ابن زياد جماهير الكوفة وهو يُخفي معالم شخصيتِه و يتستّر علي ملامحه، فقد تلثّم ولبس عمامةً سوداء، وراح يخترق الكوفة والناس ترحّب به وتسلِّمُ عليه وتردِّد: مرحباً بك ياابن رسول الله قدمت خير مقدم [2] .

فساءه ماسمع وراح يواصل السير نحو قصر الإمارة، فاضطرب النعمان وأطلّ من شرفات القصر يخاطب عبيد الله بن زياد، وكان هو أيضاً قد ظنّ أنّه الإمام، فخاطبه: اُنشدك الله إلاّ ما تنحّيتَ، واللهِ ما أنا بمسلِّم إليك أمانتي، وما لي في قتالك من إرب... [3] .

صمت ابن زياد وراح يقترب من باب القصر، حتي شخّص النعمان أنّ القادم هو ابن زياد، ففتح الباب ودخل ابن زياد القصر وأغلق بابه وباتَ ليلته، وباتت الكوفة علي وجل وترقّب وفي منعطف سياسي خطير.


پاورقي

[1] إعلام الوري: 1 / 437.

[2] الإرشاد: 2 / 43، وإعلام الوري: 1 / 438.

[3] الإرشاد: 2/43، وروضة الواعظين: 173، ومقتل الحسين للخوارزمي: 198، وتهذيب التهذيب: 2 / 302.