بازگشت

موقف والي الكوفة


كان النعمان بن بشير والياً علي الكوفة وقتذاك، ومع أنّه كان عثماني الهوي واُمويّ الرغبة لكنّه لم يكن راضياً عن خلافة يزيد، وبعد موت معاوية انضم الي عبدالله بن الزبير وقاتل وقُتل معه.

وعليه فإنّه لم يتّخذ موقفاً متشدّداً من نشاطات مسلم بن عقيل في الكوفة، ولم يُنقل عنه في تلك المرحلة الحسّاسة سوي خِطاب ألقاه في جمع الكوفيين كان ـ كما يتصور ـ لرفع العتب والتظاهر بأنّه يقوم بواجبه كوال تابع لحكومة الشام، وقد ذكر في خطابه:

«أمّا بعد، فاتّقوا الله عبادَ الله ولا تسارعوا إلي الفتنة والفرقة، فإنّ فيها تَهلِكُ الرجال وتُسفَكُ الدماء وتُغْصَبُ الأموال، إنّي لا اُقاتل مَنْ لا يقاتلني، ولا آتي علي من لم يأت عليَّ، ولا اُنبّه نائمكم ولا أتحرّش بكم ولا آخُذُ بالقرف ولا الظِنَّة ولا التهمة، ولكنّكم إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم، فو الله الذي لا إله غَيرُه َلأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر، أما أ نّي أرجو أن يكون مَن يعرف الحقّ منكم أكثرَ مِمَّنْ يرديهِ الباطل» [1] .

فقام إليه عبدالله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي حليف بني اُمية فقال: إنَّهُ لا يُصْلِحُ ما تري أيّها الأمير إلاّ الغُشْمُ، وأنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأيُ المستضعفين، فقال له النعمان: لئن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحبُّ إليّ مِنْ أن أكون من الأعزّين في معصية الله [2] .


پاورقي

[1] الکامل في التأريخ: 3 / 267.

[2] الإرشاد: 2 / 42، وأنساب الأشراف: 77، والفتوح: 5 / 75، والعوالم للبحراني: 13 / 182.