بازگشت

رسالة الامام الي زعماء البصرة


وذكر المؤرخون أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) ـ بعد أن قرّر التوجّه إلي العراق ـ بعث رسالة إلي زعماء البصرة جاء فيها: «أمّابعد، فإنّ الله اصطفي محمّداً(صلي الله عليه وآله) من خلقه، وأكرمه بنبوّته، واختاره لرسالته، ثم قبضه إليه، وقد نصح لعباده، وبلّغ ما اُرسل به، و كنّا أهلَه و أولياءه و أوصياءه وورثته و أحقَّ الناس بمقامه، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، و نحن نعلم أنّا أحقُّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه، وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلي كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أُميتت والبدعة قد أُحييت، فإنْ تسمعوا قولي أهدكم إلي سبيل الرشاد» [1] .

وقد بعث(عليه السلام) عدّة نسخ من هذه الرسالة الي كلٍّ من: مالك بن مسمع البكري، والأحنفِ بن قيس، والمنذر بن الجارود، و مسعود بن عمرو، وقيس ابن الهيثم، وعمرو بن عبيد بن معمر، ويزيد بن مسعود النهشلي، وأرسل الإمام(عليه السلام) النسخ مع موليً له يقال له: سليمان أبو رزين.

ولم يجب علي رسالة الإمام(عليه السلام) غيرُ الأحنف بن قيس و يزيد بن مسعود، أمّا المنذر بن الجارود فقد سلّم رسول الحسين الي ابن زياد ـ وكان حينها والياً علي البصرة ـ فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلي الكوفة [2] وكانت ابنة المنذر زوجة ابن زياد فزعم المنذر أنّه كان يخشي أن يكون الرسول مدسوساً من ابن زياد لكشف نواياه.


پاورقي

[1] مقتل الحسين للمقرّم: 159 ـ 160، وتأريخ الطبري: 4 / 266، وأعيان الشيعة: 1 / 590.

[2] بحار الأنوار: 44 / 339، وأعيان الشيعة: 1 / 590.