بازگشت

احياء السنة و اماتة البدعة


انحدرت الاُمّة الإسلامية في منحدر صعب يوم انحرفت الخلافة عن مسارها الشرعي في يوم السقيفة، فإنّها قبلت بعد وفاة الرسول(صلي الله عليه وآله) أن يتولّي أمرها من يحتاج الي المشورة والنصيحة ويخطئ في حقّها ويعتذر، فكانت النتيجة بعد خمسين عاماً من غياب النبيّ(صلي الله عليه وآله) أن يتولّي أمرها رجل لا يتورّع عن محارم الله، بل ويظهر الحقد علي الإسلام والمسلمين، فتعرّض الإسلام ـ عقيدةً وكياناً واُمّةً ـ للخطر الحقيقي والتشويه المقيت المغيّر لكلّ شيء، علي غرار ما حدث لبعض الرسالات السماوية السابقة.

في مثل هذا المنعطف الخطير وقف الإمام الحسين(عليه السلام) ومعه أهل بيته وأصحابه، وأطلق صرخة قويّة ومدوّية محذّراً الاُمّة، مفتدياً العقيدة والاُمّة بدمه الطاهر الزكي، ومن قبل قال فيه جدّه رسول الله(صلي الله عليه وآله): «إنّ الحسين مصباح الهدي وسفينة النجاة». كما قال غير مرّة: «حسين منّي و أنا من حسين». فكان الحسين(عليه السلام) ونهضته التجسيد الحقيقي للإسلام الحقّ، فقد كان الخط الحقيقي للإسلام المحمدي متمثلاً في الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه رضوان الله تعالي عليهم.

وقد صرّح الإمام الحسين(عليه السلام) في رسالته التي بعثها الي أهل البصرة بكل وضوح الي أنّ السنّة قد ماتت حين وصل الانحراف الي حدّ ظهور البدع وإجبائها.