بازگشت

فضح بني امية و كشف حقيقتهم


إنّ الحكّام الذين تولّوا اُمور المسلمين ولم يكونوا معصومين ولا شرعيين كانوا يغطّون تصرّفاتهم بغطاء ذي مسحة شرعية عند الجماهير. وكان بنو اُميّة من أكثر الحكام المستفيدين من هذا الاُسلوب الماكر؛ إذ لم يتردّد معاوية في وضع الأحاديث المفتعلة لتدعيم حكمه، بل سعي بكلّ وسيلة لتضليل الاُمّة، وتمكّن من فعل ذلك مع عامة الناس.

وأصبح الأمر أكثر خطورة حين تولّي يزيد ولاية الحكم بطريقة لم يقرّها الإسلام، ولهذا كان لابدّ من فضح التيار الاُموي وتصويره علي حقيقته، لتتّضح الصورة للعالم الإسلامي فيعي دوره ورسالته ويقوم بواجبه ووظيفته، فتحرّك الحسين(عليه السلام) بصفته الإمام المعصوم ليواجه زيف الحكم وضلالته. وفعلا أسفر التيار الاُموي عن مكنون حقده بارتكابه الجريمة البشعة في كربلاء بقتل خير الناس وأصحابه وأهل بيته من الرجال والنساء والأطفال، ثم أعقب ذلك بقصف الكعبة بالمنجنيق في واقعة الحرة وإباحة المدينة ثلاثة أيام قتلا ونهباً وسلباً واعتداءً علي الأموال والنساء والأطفال بشكل بشع لم يسبق له مثيل [1] .

وانتبه المسلمون الي انحراف الفئة الحاكمة الضالّة والي فساد أعمالها، وسعوا من خلال محاولات عديدة الي تطهير الجهاز الحاكم المتوغّل في الظلم والطغيان، حتي غدت ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) اُنموذجاً يحتذي به لمقارعة ومقاومة كلّ نظام يستشري فيه الفساد، وقد أفصح الإمام(عليه السلام) عن الصفات التي يجب أن يتحلّي بها الحاكم بقوله: «فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحقّ، والحابس نفسه علي ذات الله» [2] .


پاورقي

[1] راجع: الفتوح لابن أعثم: 5 / 301، والإمامة والسياسة للدينوري: 2 / 19، مروج الذهب: 2 / 84.

[2] تأريخ الطبري: 6 / 197.