بازگشت

انتشار الظلم و فقدان الأمن


قام الحكم الاُموي علي أساس الظلم والقهر والعدوان، فمنذ أن برز معاوية وزمرته كقوّة في العالم الإسلامي برز وهو باغ علي خليفة المسلمين وإمام الاُمّة بعد رسول الله(صلي الله عليه وآله)، وأسرف في ممارساته الظالمة التي جلبت الويل للاُمّة، فقد سفك الدماء الكثيرة، واستعمل شرار الخلق لإدارة الاُمور يوم تفرّد بالحكم، بل وقبل أن يتسلّط علي الاُمّة كانت كلّ العناصر الموالية له تشيع الخوف والقتل حتي قال الناس فيولاية زياد بن أبيه: «انج سعد، فقد هلك سعيد» للتدليل علي ضياع الأمن في جميع أنحاء البلاد [1] .

ومن جانب آخر أمعنت السلطة الاُموية في احتقار فئات و قطاعات كبيرة من الاُمّة بنظرة استعلائية قبلية [2] ، كما مارس معاوية في سياسته التي ورثها يزيد أنواع الفتك والتعذيب والتهجير للمسلمين وبالأخص من عرف منه ولاء أهل البيت(عليهم السلام) [3] .

وبكلّ جرأة علي الحقّ واستهتار بالقيم يقول معاوية للإمام الحسين(عليه السلام): يا أبا عبدالله، علمت أنّا قتلنا شيعة أبيك فحنّطناهم وكفّناهم وصلّينا عليهم ودفنّاهم [4] أمام هذه المظالم لم يقف الإمام الحسين(عليه السلام) مكتوف اليد، فقد احتجّ علي معاوية ثم ثار علي ولده يزيد، إذ لم ينفع النصح والاحتجاج لينقذ الاُمّة من الجور الهائل.


پاورقي

[1] تأريخ الطبري: 6 / 77، وتأريخ ابن عساکر: 3 / 222، والاستيعاب: 1 / 60، وتأريخ ابن کثير: 7 / 319.

[2] العقد الفريد: 2 / 258، وطبقات ابن سعد: 6 / 175، ونهاية الإرب: 6 / 86.

[3] شرح النهج: 11 / 44، وتأريخ الطبري: 4 / 198.

[4] تأريخ اليعقوبي: 2 / 206.